عمان.. “رئة” جديدة يتنفس بها الحوثي أسلحة إيران

السياسية - Sunday 21 July 2019 الساعة 11:51 am
المكلا، نيوزيمن، عبدالله الشاذلي:

تضبط قوات الجيش والأمن اليمنية، من وقت لآخر، أسلحة مهربة في شحنات من المواد الغذائية، يعتقد أنها قادمة من سلطنة عمان عبر منفذ “صرفيت” الذي يربط محافظة المهرة بالسلطنة.

وتشير المصادر إلى أن بعض الشحنات تم تمريرها عبر منفذ “شحن” بالمهرة، نتيجة لضعف الإجراءات الأمنية، غير أن بعضها ضبط في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وهي في طريقها إلى مناطق الحوثيين.

وتؤكد تقارير سابقة أن ساحل محافظة شبوة مروراً ببيحان، بات واحداً من أهم شرايين إمداد الحوثيين بالسلاح، نظراً لصعوبة مراقبة هذا الساحل المفتوح على المحيط من قبل قوات التحالف العربي، على العكس من منطقة البحر الأحمر.

وتشير تقارير أمريكية، إلى أن إيران وظفت علاقتها الجيدة مع سلطنة عمان في زيادة كميات الأسلحة المهربة إلى الحوثيين، وأن البعض من هذه الأسلحة قد يكون استخدم في مهاجمة سفن في البحر الأحمر والبحر العربي.

واعترف مسؤولون أمريكيون أن إيران صعدت عمليات نقل السلاح للحوثيين، وأن جانبا كبيرا من عمليات التهريب تم عن طريق سلطنة عمان بما في ذلك عبر طرق برية استغلالا للثغرات الحدودية بينها وبين اليمن.

لكن المسؤولون الأميركيون لم يتهموا عمان بالمشاركة في نقل الأسلحة، لافتين إلى أن السلطات العمانية تغض الطرف عن عمليات التسلل والتهريب.

ولم يستبعد المسؤولون حصول الحوثي على صواريخ متطورة عبر عمليات التهريب التي تضاعفت في الآونة الأخيرة، قد تكون من بينها الصواريخ التي تم من خلالها استهداف المدمرة الأميركية بالقرب من مضيق باب المندب في 2016، إضافة إلى صواريخ سام المضادة للطائرات التي عثر عليها الجيش الوطني في منطقة البقع بمحافظة صعدة.

دسائس مدبرة

بعد استبعاد الدوحة من التحالف العربي، لجأ النظام القطري إلى حيلة شيطانية خبيثة للعودة لزعزعة المناطق المحررة وتشويه دور التحالف العربي في الوقت ذاته، عبر إثارة الخلايا النائمة بالمهرة، ودعم تلك الخلايا عن طريق السلطات العمانية التي أصبح تواطؤها صريحاً.

الحكومة الشرعية والتحالف العربي، حاولا تثبيت الأمن في المهرة وتعطيل حركة تهريب السلاح الإيراني عبر مسقط، إلا أن عمان وقطر قامتا بتحركات معاكسة من خلال دعم أجندتهما في المحافظة وتجنييس بعض القبائل والوجهاء وإعطائهم الجنسية العمانية.

وتقف قطر خلف هذه التحركات المشبوهة منذ وقت مبكر وتنفذ تلك الأجندات سلطنة عمان.

تواطؤ علني

ولم يقتصر دور السلطات العمانية في تجنيس الوجهاء والقبائل من أبناء المهرة وتحويلهم إلى أوراق صراع، إذ قامت أيضاً -منذ انطلاق عاصفة الحزم في 2015- بتسهيل ممراتها المائية ومنافذها البرية لتهريب سلاح إيران لجماعة الحوثي في اليمن.

وسبق ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين وغربيين يتهمون سلطنة عمان بتحول أراضيها إلى معبر للسلاح الإيراني باتجاه اليمن، إضافة إلى ممارسة دور وسيط مع الحوثيين أمام الحكومة الشرعية في المشاورات، قبل أن تتحول إلى ضاحية جديدة لاستراحة قيادات الحوثيين ومحطة ترانزيت بين صنعاء، وطهران.

أهداف خفية

ويقول مراقبون، إن تدخلات قطر وعمان في المهرة، تهدد أمن المنطقة بشكل عام وتصب في مصلحة إيران وميليشياتها في اليمن.

ويؤكد هؤلاء أن الهدف الأبرز لقطر وعمان في المهرة هو إفشال مشروع مرور الأنبوب النفطي السعودي بمحافظة المهرة وإنشاء ميناء نفطي مشترك في السواحل الشرقية للمحافظة.

ويعتقد المراقبون أن محاولات قطر وعمان عرقلة المشروع النفطي المشترك بين اليمن والسعودية، من خلال نشر الفوضى ومحاولة تفجير صراع أهلي بالمهرة يصب في مصلحة إيران بشكل مباشر، ويضر باليمن والخليج بما في ذلك قطر وعمان.

تحركات مشبوهة

وكانت صحيفة ”العرب” قد نقلت عن مصادر سياسية يمنية، رصد تحركات مشبوهة تقوم بها عناصر لخلية مسقط التي يشرف عليها ضباط استخبارات عمانيون وقطريون بهدف رفع منسوب التوتّر الأمني في محافظة المهرة على الحدود اليمنية العمانية ودفع الأوضاع باتجاه الصدام بين المسلحين المدعومين من مسقط والدوحة والسلطة المحلية في المحافظة التي تتلقى دعماً من التحالف العربي.

ووفقاً للصحيفة ”فقد شهدت المهرة تدفقا متزايدا في الآونة الأخيرة لعناصر من خارج المحافظة عمل على استقدامها القيادي الإخواني المقيم في مسقط حمود المخلافي وعدد من الموالين لعمان، حيث تشارك هذه العناصر في المظاهرات التي يقودها علي سالم الحريزي الذي يتزعم الاحتجاجات المناوئة للتحالف العربي في المهرة.

ولفتت المصادر إلى تزايد المؤشرات على محاولات أطراف خارجية جرّ محافظة المهرة إلى مربّع صراع عسكري من خلال الشروع في تزويد العناصر التابعة للحريزي والمدعومة من مسقط والدوحة بالسلاح، بالتزامن مع حملات إعلامية ممنهجة تستهدف التحالف العربي.

دمى بشرية

واستخدمت مسقط نفوذها القديم في المهرة، في التحريض على القوات السعودية المتواجدة بالمحافظة بالتنسيق مع الحكومة، وتتولى لجنة تحمل اسم “لجنة اعتصام أبناء المهرة السلمي” تنظيم الاحتجاجات التي تموّلها عمان وقطر مالياً.

وتقول الحكومة السعودية، إن تواجد قواتها يأتي بطلب من الحكومة اليمنية وبهدف تنمية المحافظة والحدّ من تهريب السلاح والمخدرات.

دعوة لترك الصراع

وحث رشدي معيلي، مدير عام الإعلام والعلاقات العامة بالمهرة، القوى السياسية الحية على التعاضد والتقارب وتغليب مصلحة المحافظة على ما دونها من مصالح فئوية وجهوية.

وقال معيلي، في تصرح نقلته صحيفة ”العرب”، إن من يؤيد شرعية هادي لا يجب عليه أن ينصب العداء لقوات التحالف العربي، التي كان لها الفضل الكبير في صد المد الحوثي الإيراني في اليمن.