قصة اكتشاف القهوة ومكتشفها في المخا باليمن (2)

المخا تهامة - Wednesday 24 July 2019 الساعة 11:43 pm
المخا، نيوزيمن، كتب/ أ.د عبدالودود مقشر

استخدام مدلول القهوة عند العرب حتى القرن السابع الهجري/ الثاني عشر الميلادي

 

الحلقة الأولى:

قصة اكتشاف القهوة ومكتشفها في المخا باليمن (1)

استخدمت مفردة القهوة في الأدبيات الكلاسيكية العربية بمعنى الخمرة، فقد ورد في تفسير قول الله تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ﴾ (سورة مريم، الآية 59)، عَنْ كَعْبٍ الاحبار تـ(32 هـ / 652م) أنه قَالَ: "والله إني لأجد صفة المنافقين في التوراة: شرابين للقهوات، تباعين للشهوات، لعانين للكعبات، رقادين عَنِ العتمات، مفرطين في الغدوات، تراكين للصلوات، تراكين للجمعات"، راجع للاستزادة التفاسير: ابن أبي حاتم، أبو محمد عبدالرحمن بن محمد بن ادريس الرازي، تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين المعروف بتفسير ابن أبي حاتم، وتفسير الثعلبي، أبو اسحاق أحمد بن محمد بن ابراهيم النيسابوري، الكشف والبيان عن تفسير القرآن؛ وتفسيرابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر، المعروف بتفسير القرآن العظيم.

وهكذا ذُكرت القهوة بمعنى الخمرة في العصر الجاهلي والعصر الإسلامي حتى القرن السابع الهجري / الثاني عشر الميلادي في أغلب الكتابات والأشعار، فقال الشاعر الجاهلي عبيد بن الأبرص الأسدي:

وقهوة كرفات المسك طال بها 
في دنها كرٌّ حولٍ بعد أحوال

وقال لبيد بن ربيعة بن مالك العامري وعمرو بن عامر الاطنابة وكلاهما من شعراء الجاهلية، كما أورد ذلك رواية أبي بكر وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين في كتابهما (الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهلية والمخضرمين):
قد بت مالكها وشارب قهوة درياقة أرويت منها وأغلى

ويقول الشاعر والصحابي اليماني حسان بن ثابت في ديوانه:
وكأنّي، حينَ أذْكُرُهَا مِنْ حُمَيّا قَهْوَةٍ شَارِبُ

ويقول ايضاً رضي الله عنه:
فقمتُ بكأسٍ قهوةٍ، فشننتها بذي رونقٍ منْ ماء زمزمَ فاترِ

ويقول الشاعر العربي غياث بن غوث الأخطل في ديونه:
أعاذلَ ما عليكِ بأنْ تريني أُباكِرُ قَهْوَةً فيها احْمرارُ

ويقول في قصيدة أخرى:
من قهوة نفحت، كأن سطيعها مسك تضوع في غداة شمال

ويقول الشاعر الأموي الوليد بن يزيد بن معاوية:
من قهوة زانها تقادمها فهي عجوز تعلو على الحقب

ويقول الحسن بن هانئ الملقب بابي نواس الحكمي اليماني:
يا خاطبَ القهوة الصّهباءِ، يا مَهُرها
بالرّطلِ يأخذ منها مِلأَه ذهبا
وفي موضع آخر:
نازعْتُهُ القهْوَةَ في فتيةٍ كلّهُمْ زَيْنٌ لجُلاّسِهِ

ويقول الشاعر الأمير العباسي عبدالله بن المعتز:
أشهى َ من القَهوَةِ والكاسِ على نسيمِ الوردِ والآسِ

ويقول أيضاً:
وقهوةٍ كشعاعِ الشمسِ صافيةٍ كأنّ أقداحَها قد عُمنَ بالزَّبَدِ

وينقل عنه المؤرخ أبو بكر محمد بن يحيى الصولي في كتابه (أشعار أولاد الخلفاء):
رُبَّ يَوْمٍ عامر الْكَأْس ظلَنْا... نَقْرَعُ الْقَهْوَةَ فِيِه بِماء

ويقول الشاعر أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري في ديوانه: 
مِنْ قَهْوَةٍ تُنْسي الهُمومَ وَتبعَثُ الـ شّوْقَ الّذي قدْ ضَلّ في الأحْشَاءِ

ويقول الشاعر الشهير ابن الرومي:
يا قمر الموكب والمجلسِ أفْطِر على القهوةِ والنرجسِ

وفي القرن الخامس الهجري قال الشاعر أبو القاسم مدرك بن محمد الشيباني:
بحق تقريبك في الآحاد... وشربك القهوة كالفرصاد

وهكذا يستمر إطلاق القهوة على الخمر عبر العصور حتى القرن السابع الهجري/ الثاني عشر الميلادي، حيث ذكر الشاعر الصوفي الشهير صفي الدين الحلي في أشعاره ذلك وأورده في ديوانه، فيقول:
بحَقّ تَقريبِكَ في الآحادِ، ** وشربكَ القهوةَ كالفرصاد

ويقول أيضاً:
فاسقني القهوةَ التي قيلَ عنها ** إنّها من شرائطِ الشّيطانِ.