في شعار الدين لأجل السلطة.. لماذا تناقضت حركة" الاخوان" مع الواقع؟!

السياسية - Monday 12 August 2019 الساعة 08:59 pm
كوالالمبور، نيوزيمن، قسم التحقيقات:

آن لتنظيم أن يستمر وقد حمل بذور فنائه من الداخل منذ تأسيسه،

لم يقدم الفكر الإخواني أي مشروع حقيقي تستفيد منه الأمة العربية واقطارها من المحيط إلى الخليج بقدر ما تقاطع مع الواقع بفعل نزعة الاستحواذ والاحتكار والاقصاء لأجل السلطة ووهم الخلافة المزعوم بال "حاكمية الالهية " للجماعة دون غيرهم.

أكاديميون ينتقدون الحركة من الداخل، ويدونون ل"نيوزيمن " مواضع العلة، ومكامن الداء المغلف بالدين لأجل السلطة على طريقة " الغاية تبرر الوسيلة:

بداية يقول الدكتور "فيصل علي": لجماعة "الإخوان المسلمين " مأزقها الفلسفي، فكل حركة هي بنت أرضها ووطنها وشعبها قبل أن تتمدد كحركة فكر عابرة للبلدان، لقد ذهبت الحركة منذ نشأتها إلى فكرة الشمولية للجماعة وهو ما أفقدها موضوعيتها منذ البداية، حتى لو كان الإسلام نظاماً شاملاً إلا أن الفرد المسلم في أحسن حالاته شخص متخصص، وكذلك الجماعة لا تستطيع أن تصل إلى شمول الإسلام ولو حققت بعضا من منهجيته كالعدالة وهذا يعد جهداً عظيما.

واشار دكتور الإعلام في ماليزيا فيصل علي أن محاولة الإمام البنا أن يجعل من حركة الاخوان "دعوة كل الدعوات " هو ما أبعد هذه الحركة عن واقعها،

معتبراً أن البناء إذا ما كان تبني مبادئ المواطنة لكانت الحركة قد أبت واستعصت على العزل فيما بعد عن الواقع المصري،

لكنها كما يعرفها البنا بقوله: "نحن دعوة سلفية، وطريقه سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، وروابط علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية". وهذا الشمول بنظر الدكتور علي قد شتت فكرتها وجعلها مثالية وغير واقعية.

ولفت فيصل أن المأزق الوجودي للجماعة مرتبط بالإجابة عن السؤال لماذا الإخوان؟ أو لماذا نشأت حركة الإخوان؟ مشيرا الى انه إذا كانت الحركة قد نشأت لأجل مصر ومستقبل مصر وشعبه، ما كان ليكون هذا حالها اليوم.

واعتبر علي ان حركة الاخوان نشأت لإحياء فكرة هلامية مطاطة كالخلافة، في ظروف مغايرة لظروف نشأة هذا النموذج القديم من نماذج الحكم، وفي واقع كانت فيه الدولة القومية المصرية قد نشأت في عهد محمد علي باشا الذي أعتلى عرش مصر في عام 1805. لذا فقد مثلت حركة الإخوان بذلك تراجعاً عن فكرة الدولة القومية، ولهذا تصادمت بالملكية ولنفس السبب تصادمت مع الجمهورية.

من جانبه اعتبر طالب الدكتوراه في اندونيسيا محمد عون أن الفكر الإخواني لم يُحدَّث ولم يتكيف مع تغير الزمن أو يحرز تفوق سياسي أو إقتصادي منذ نشأته.

وتابع: استخدمت الجماعة الدين كوسيلة لأجل الوصول إلى الحكم بأفكار لم تحقق تقدم أو حتى تظهرهم كمشروع يعود بالنفع على الشعوب.

وأشار عون إلى ان اتجاه الجماعة لاستغلال الفرص مع الأنظمة أفقدهم الكثير من الوضوح في توجهاتهم وبالتالي لم تحقق الجماعة أي نجاح أو تقدم ملحوظ ما جعلهم تابعين للحصول على مصالح تخدمهم فقط.

معاذ الصوفي - طالب دكتوراه بماليزيا - قال إن جماعة الإخوان المسلمين من أكثر الجماعات شمولية وإقصائية من حيث انها ترتكز على الفئوية في تنظيمها القائم على مبدأ الولاء والبراء.

لافتاً إلى أن المتابع للخطاب الإعلامي للجماعة وطريقة عملها يكتشف حجم التناقض في آلية ممارستها للعمل السياسي والعمل الديني الدعوي،

متابعاً: لذا تجد أن الجماعة وعبر أجنحتها المتعددة تفعل الشيء ونقيضة في ذات الوقت ومن خلال الإطلاع على أدبيات الجماعة نظامها الداخلي ومنهجها وطريقة البيعة التي يؤديها الأفراد فان الجماعة لا تتوائم مع العمل الديمقراطي السياسي بأي شكل من الإشكال.

وحول ممارسات ووضع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن أشار الصوفي أن التناقضات والميكافلية التي تمارسها الجماعة أفقدتها تلك الهالة من الفضيلة التي ظلت طيلة قرون تدعي أنها تقدمها.

ونوه معاذ إنه وبمجرد خروج جماعة الإخوان المسلمين من العمل السري إلى العمل السياسي تحت الضوء وأمام عيون الشعب انكشف كل ذلك الزيف وتجلت تلك التناقضات والفئوية والإقصاء والتنكر للمشروع الوطني حيث عمدت إلى بناء مؤسسات عقدية ومؤدلجة في الجيش والأمن والقضاء وهو يأتي بالضد من أحلام وتطلعات أبناء الشعب بالوصول إلى دولة حقيقية.

وختم الصوفي حديثه بالقول: بناء على طريقة بناء الشخصية السيكلوجية للأفراد داخل هذه الجماعة والتي ظهروا فيها وكأنهم جزء مختلف تماما عن الشعب وهذا طبيعي حيث أنه وكما يوضح سيد قطب في كتبة وهو المنهج الذي يدرس داخل الجماعة أن كل من هو خارج التنظيم لهذه الجماعة هو جاهلي وجب عليه التوبة والدخول في هذا التنظيم كشرط لقبول توبته.

متابعا: أصبح الشعب اليمني اليوم مدرك أكثر من أي وقت مضى ارتباطات هذه الجماعة بمشروع الإخوان الكبير، بحيث بات التنظيم في اليمن يفضل مصلحة الجماعة على مصلحة اليمن واليمنيين.