بأموال وسلاح التحالف وقطر وعُمان.. الإخوان يسعون لتحويل الحجرية إلى غرفة لعملياتهم وهدفهم الجنوب والساحل

السياسية - Sunday 18 August 2019 الساعة 05:42 pm
المخا، نيوزيمن، مهيوب الفخري:

عجّل تغيير معادلة السيطرة في عدن وتأمين القوات المشتركة لحماية الساحل الغربي في تحريك حزب الإصلاح -الفرع اليمني لتنظيم الإخوان- مليشياتهم والألوية العسكرية الخاضعة لهم باتجاه الحجرية جنوب تعز.

وأطلق تنظيم الإخوان حملته بذرائع متعددة، منها: تثبيت مدير جديد موالٍ لهم لشرطة الشمايتين، ومطاردة الخارجين عن القانون، وطرد أسر بعض من أفراد وقيادات المقاومة الوطنية في مدينة التربة، في محاولة لكسب تأييد شعبي.

ولكن الأهداف والمبررات المعلنة كشفتها التحركات الكبيرة لمليشياتهم والألوية العسكرية الواقعة في قبضتهم، وتعالت الأصوات المجتمعية والسياسية الرافضة لتمدد تنظيم الإخوان في ريف الحجرية جنوب تعز.

ولجأ تنظيم الإخوان لإصباغ الشرعية القانونية على معاركهم التوسعية والانتقامية المستمرة ضد خصومهم عبر اجتماع اللجنة الأمنية التي خولت مليشيات الحشد والألوية المساندة لهم بملاحقة الخارجين عن القانون وتأمين مديريات الحجرية، حسب قولهم.

ودشن الإخوان معركتهم بالسيطرة على سوق البيرين في مديرية المعافر الواقعة على الطريق الرابط بين مدينتي تعز والتربة، وقطعوا خط إمداد كتائب أبي العباس التابعة للواء 35 مدرع في جبهة الكدحة، وهي إحدى نقاط التماس مع مليشيات الحوثي غرب محافظة تعز.

وشددت مليشيات الإخوان وتيرة هجماتها، خلال الأيام الأربع الماضية، على أفراد كتائب أبي العباس التابعة للواء 35 مدرع في الكدحة، وأدت المعارك إلى مقتل أربعين وإصابة أكثر من خمسين مسلحاً من الطرفين، وفقاً لإحصائيات تقديرية أولية.

وما زال الطرفان يحشدان مزيداً من عتادهما وأفرادهما ومسلحيهما إلى البيرين والكدحة لخوض معارك أكبر، ويرجح مراقبون أن تكون المعركة القاصمة لكتائب أبي العباس والأولى لمليشيات الحشد الإخوانية في مديريات الحجرية.

وكانت قيادات وأفراد كتائب أبي العباس وأسرهم قد حلت رحالهم مطلع العام الجاري بمنطقتي الكدحة والبيرين بناءً على اتفاق رعته السلطة المحلية بعد معاركهم الطاحنة مع مليشيات الحشد الإخوانية في المدينة القديمة جنوب مدينة تعز.

ويخوض الإخوان في معركتهم المصيرية للسيطرة على الحجرية بمئات من عناصر مليشيات الحشد، ومئات من جنود الألوية التابعة لهم (22 ميكا، 17 مشاة، 145 مشاة، 170 دفاع جوي، الخامس حماية رئاسية، الرابع مشاة جبلي، قوات شرطة النجدة)، وحشدوا الأسلحة الثقيلة، مدافع متنوعة ودبابات وصواريخ محمولة ورشاشات.

ويتصدر حملتهم العميد عبدالرحمن الشمساني قائد اللواء 17 مشاة، والعميد أبوبكر الجبولي قائد اللواء الرابع مشاه، والعميد عدنان رزيق قائد اللواء الخامس حماية رئاسية، والعميد محمد مهيوب قائد شرطة النجدة، والعميد وهيب الهوري قيادي بارز في اللواء 22 ميكا، والقيادي الإخواني المدعو يحيى إسماعيل المطلوب لنيابة مكافحة الإرهاب في عدن.

وقال مصدر مسؤول لـ(نيوزيمن)، إن تنظيم الإخوان عمل منذ بداية الحرب على بناء ألوية عسكرية حزبية، ومليشيات متطرفة موازية تسمى الحشد الشعبي، وتخزين الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وذخائرها المقدمة من التحالف لتحرير تعز من المليشيات الحوثية.

وبحسب المصدر، يُسخر الإخوان إمكانيات الحكومة الشرعية ودعم التحالف العربي وتمويل دولة قطر وسلطنة عُمان لخوض معركتهم الخاصة ضد كتائب أبي العباس في المدينة القديمة، والكدحة، والآن يخوضون حرباً ضد اللواء 35 مدرع لبسط نفوذهم على الحجرية.

وفقاً للمصدر ستحقق لتنظيم الإخوان أهداف عدة من السيطرة على الحجرية، أبرزها: اتخاذ المنطقة غرفة عمليات إرهابية لاستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي في لحج وعدن، والتمدد إلى مديريات ساحل تعز التي حررتها وتؤمنها القوات المشتركة، وتأمينهم تجارتهم وتهريبهم للسلاح إلى مناطق وجود وسيطرة مليشيات الحوثي.

وبهذا الخصوص، حذر فضل الجعدي عضو رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ومساعد الأمين العام للمجلس، من خطورة مخطط تنظيم الإخوان في الحجرية على أمن واستقرار الجنوب، وعبّر عن استعدادهم لمواجهة المؤامرات الإخوانية إذا استدعت الظروف.

يشار إلى أن تنظيم الإخوان يعدون لهذه المعركة منذ حوالى عام، وبدأت تحركاتهم ببناء معسكر بمنطقة يفرس بدعم من سلطنة عُمان وإشراف حمود سعيد المخلافي، وافتتاح معسكرات للواء الرابع مشاة جبلي في منطقة الأصابح تعز والمقاطرة وطور الباحة في لحج بدعم من دولة قطر.