اليمن تشكو اعتراف إيران بدولة الحوثيين إلى الأمم المتحدة

السياسية - Monday 19 August 2019 الساعة 03:12 pm
عدن، نيوزيمن:

أعلنت الحكومة اليمنية عزمها تقديم مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمم المتحدة بشأن اعتراف إيران بميليشيا الانقلاب الحوثية وإقامة علاقات دبلوماسية معها.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي لـ«الشرق الأوسط»، "إن الحكومة اليمنية ستقدم مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمم المتحدة، تؤكد رفضها الإجراء الذي قام به الحوثي والذي يمثل انتهاكاً سافراً للقوانين والأعراف الدولية ويخالف القرارات الأممية الصادرة من مجلس الأمن بشأن اليمن، وتطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه ما سمته خرقاً فاضحاً للقانون الدولي".

وأضاف بادي: «الحوثي قام بنقل العلاقة التكاملية بين الطرفين من تحت الطاولة إلى العلن، وهذا يؤكد أن الحوثيين أحد الأذرع العسكرية للحرس الثوري الإيراني».

وكانت جماعة الحوثي واستمراراً في سلوكها الانقلابي وانتحال صفة الحكومة اليمنية الشرعية، أعلنت تعيين سفير لها باسم اليمن لدى إيران، في خطوة اعتبرتها «الشرعية» انتهاكاً للأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن.

وأفاد المتحدث باسم الجماعة الحوثية محمد عبد السلام، أن جماعته في صنعاء أصدرت مرسوماً جمهورياً بتعيين القيادي إبراهيم الديلمي سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى إيران، في سياق ما زعم أنه «تعزيز للعمل المؤسسي الرسمي في إطار المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ»، في إشارة إلى مجلس حكم الجماعة الانقلابي في صنعاء وحكومته غير المعترف بها دولياً.

وسارعت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إلى تلقف خبر التعيين للقيادي الديلمي، في إشارة صريحة إلى اعتراف طهران رسمياً بسلطة ميليشيا الانقلاب الحوثية في صنعاء ومساندتها لانقلابهم ضد الحكومة الشرعية، كما جاء عبر وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا».

ويعد القيادي الديلمي، المعين سفيراً لجماعته في طهران، من المنتمين إلى سلالة زعيم الميليشيات، ومن أتباع الجماعة العقائدية الذين تلقوا تعليمهم الطائفي في إيران وفي الضاحية الجنوبية، وهو نفسه مدير قناة «المسيرة» الحوثية التي يترأس مجلس إدارتها المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام فليتة.

ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية صوراً للديلمي رفقة فليتة وقيادي آخر في الجماعة أثناء لقائهم بالمرشد الإيراني علي خامنئي ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، وخلال لقاء ثلاثي ضم وفد الجماعة مع مسؤولين إيرانيين وسفراء بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا لدى طهران.

وجاء الاعتراف من إيران بالجماعة أخيراً بعد يومين من نقل وفد حوثي رسالة خطية من زعيمهم الحوثي إلى المرشد الإيراني تضمنت تقديم البيعة له واعتبار حكم الملالي في طهران امتداداً لولاية الرسول الكريم والإمام علي بن أبي طالب، وفق ما ذكره الموقع الرسمي للمرشد خامنئي، وتكتمت عليه وسائل إعلام الجماعة.

ولم تستغرب الحكومة الشرعية هذه الخطوة الحوثية، وفق ما جاء في تعليق وزير الإعلام معمر الإرياني في سلسلة تغريدات على «تويتر» حيث أشار إلى أن «التبادل الدبلوماسي بين نظام طهران وأداته في اليمن الميليشيات الحوثية، ليس مفاجئا، فهو ينقل العلاقة بين الطرفين من التنسيق وتلقي الدعم من تحت الطاولة إلى العلن»، معتبرا أن ذلك «يؤكد صحة ما تقوله الشرعية منذ البداية عن هذه العلاقة وطبيعتها وأهدافها».

وندد الوزير الارياني بهذه الخطوة التي وافقت عليها طهران، وقال إنها «تتجاوز القوانين والأعراف الدولية وتخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية».

وأكد الإرياني على حق الحكومة اليمنية «في اتخاذ الإجراءات اللازمة ورفع مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمم المتحدة إزاء هذا التطور» الذي قال إنه «يمثل انتهاكا سافراً للقوانين والأعراف الدولية».

وطالب المجتمع الدولي بموقف حازم حيال استمرار التدخلات الإيرانية في اليمن وسياساتها المزعزعة للأمن والاستقرار.

واعتبر المحلل السياسي الدكتور نجيب غلاب أن الخطوة التي قام بها الحوثي أثبتت أن إيران اتخذت من منطقة سيطرة الميليشيات معسكراً إيرانياً، واستخدمت الحوثي كتنظيم مسلح شكلته ومولته بكل ما يحتاجه من أموال وسلاح وخبراء ومرشدين لخدمة أجندتها.

ورأى أن تعيين الديلمي سفيراً لدى طهران وقول الحوثيين إنها خطوة لتعزيز العمل المؤسسي الرسمي في إطار المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ غير المعترف بها دولياً، «يشير إلى أن إيران لديها مخطط جديد لاستخدام الميليشيا الحوثية بشكل مباشر، محذراً من خطورة المرحلة القادمة».

وتوقع غلاب أن تسعى إيران في المرحلة المقبلة من خلال الإعلان عن التبادل الدبلوماسي لاستخدام ميليشيا الحوثي بشكل مباشر لتنفيذ مهام متعددة سواء في تهديد البحر الأحمر أو القيام بعمليات هجومية للدول المجاورة لليمن من خلال الطائرات والصواريخ.

وذهب إلى أن اعتراف طهران بالحوثي يعطي رسالة واضحة أن إيران دولة مشاغبة لا وظيفة لها إلا تصدير الإرهاب ودعم الحركات التخريبية في الدول العربية، موضحاً أن الاعتراف بالجماعة الحوثية التي لم تعترف بها أي دولة رسالة واضحة بأن إيران بدأت تتعامل مع سلطة الحوثي بأنها دولة معترف بها وهو مخالف للأنظمة والقوانين.

وكانت الميليشيات الحوثية عينت في 2016 القيادي الحزبي الموالي لها نايف القانص سفيراً لها في دمشق، في أول قرار من نوعه من الانقلاب على الشرعية، قبل أن تقوم أخيراً بتعيين ناشطة بريطانية من أصل يمني تدعى أم كلثوم السيد باعلوي والمعروفة في بريطانيا باسم «كيم شريف» مندوبة للجماعة لدى الأمم المتحدة. وهو القرار الذي لم تعترف به المنظمة الدولية.