النتيجة الأولى لزيارة خامنئي.. الحوثيون يحتفلون بيوم الغدير في شوارع صنعاء

السياسية - Tuesday 20 August 2019 الساعة 07:18 pm
صنعاء، نيوزيمن، فارس جميل:

عندما زار الوفد الحوثي الشهير طهران في فبراير 2015، طلبت طهران منهم الاحتفال بعدد من المناسبات الدينية للشيعة الإثنى عشرية الذين يحكمون إيران ولهم امتدادات طائفية من جماعات وميليشيات موالية لطهران في العراق ولبنان... وغيرها، كعيد الغدير وذكرى عاشوراء (كربلاء) في الشوارع العامة.

رد الحوثيون يومها بأن الوقت لم يحن بعد لذلك، وأن مثل هذه الاحتفالات قد تأتي بنتيجة عكسية عليهم في اليمن، وتثبت قول خصومهم بأنهم جماعة طائفية موالية لطهران، فتراجعت إيران عن عرضها بمساعدتهم المباشرة بتغطية حاجتهم من النفط كاملة، وهو العرض الذي احتفوا به كثيراً قبل أن تخيب آمالهم، وتقتصر مساعدة إيران على كراتين مياه معدنية استغلتها للضجيج الإعلامي، وكل ما صدقت فيه من تاريخه هو تهريب الأسلحة التي يقتلون بها اليمنيين.

في الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد حوثي برئاسة محمد عبدالسلام، قدم فيه الاعتراف العلني بخامنئي كمرجعية دينية للجماعة، حيث اعتبره الولي الوارث لولاية علي بن أبي طالب، كما فعل حزب الله عند تأسيسه في 1982، ومقابل ذلك قبلت طهران بإعادة بعثتها الدبلوماسية للعمل في صنعاء، وقبول سفير للجماعة في طهران (لم يصحبها اعتراف إيراني رسمي بهم كسلطة) بل قبلوا سفيراً شكلياً تم نقله من بيروت إلى طهران، لم يمر بالمراسيم البروتوكولية المعتادة عند استقبال السفراء.

بعد أيام قليلة على هذه التطورات بين التابع في صنعاء، والمتبوع في طهران، قامت جماعة الحوثيين لأول مرة بالاحتفال الرسمي بما يسمونه يوم (الولاية) أو يوم الغدير، الذي يدعون أن النبي محمد منح فيه علي بن أبي طالب ولاية أمر المسلمين من بعده، لمجرد دعائه له فيما روي عنه من روايات تاريخية غير موثوقة، تم تفسيرها في سياق الصراع السياسي بين أجنحة قريش بعد موت الرسول بعقود، ولا أحد يعلم تحديداً هل تم ذلك بضغط خامنئي، أم لثقة الجماعة بأنها أصبحت قادرة على الكشف عن عمق مشروعها الطائفي بعدما سيطرت على كل مؤسسات الدولة اليمنية وخلت الساحة من أية قوى تناهض مشروعها العنصري في مناطق سيطرتها الحالية.

خرج الحوثيون وأجبروا الموظفين الحكوميين على الخروج إلى الشوارع للاعتراف بولاية الفقيه التي يريدها عبدالملك الحوثي لنفسه ولأسرته، وبالتالي جماعته لشرعنة سيطرتهم على الدولة اليمنية بالقوة والسلاح المباشر وبالقمع وتشديد القبضة الأمنية ضد كل من يعارض أفكارهم.

ويريدها خامنئي في الوقت نفسه لأهداف تخصه في إطار صراعه الإقليمي لفرض نفوذه السياسي بأقل تكلفة على بلده، فوظف العامل الديني الطائفي لتسخير الأتباع بشكل شبه مجاني إلا فيما يتعلق بأدوات الموت الضرورية لفرض أتباعه سيطرتهم في دولهم.

ردد الآلاف من اليمنيين المضللين أو المجبرين قسماً طائفياً مقيتاً، يطرب له عبدالملك وجماعته، ويمعنون بعده في إذلال اليمنيين بمن فيهم أولئك الذين أدوا قسم الولاء الطائفي.

اختطب عبدالملك في أتباعه بالمناسبة التي تسلب اليمنيين أهم حق من حقوقهم باختيار حاكمهم عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة كانوا قد جربوها مرتين قبل أن يصبح الوصول إلى السلطة معتمداً على الشعبوية والمظاهرات المناهضة لنتائج تلك الانتخابات في 2011، ثم بالسلاح المباشر منذ 2014، وسيستمر هذا الاستلاب حتى يستعيد اليمنيون دولتهم وجمهوريتهم من يد الجماعة الطائفية.