صفقات صريحة وانشقاقات مريحة.. محور الجوف: سوق "أصدقاء الحوثي"

السياسية - Sunday 25 August 2019 الساعة 09:49 pm
المخا، نيوزيمن، محمد فؤاد:

أخبار الانشقاقات التي تحدث داخل ألوية ومعسكرات الجيش الوطني في نطاق سيطرة المنطقة العسكرية السادسة ومقرها محافظة الجوف، لم تعد تثير غيرة قيادة وزارة الدفاع والمنطقة السادسة. وأخيراً يظهر قائد عسكري، وهو قائد المدفعية في اللواء 156 مع القيادي الحوثي محمد البخيتي في صورة حديثة بالعاصمة صنعاء، ليعقب ذلك خبر هزيل ومفبرك وفضيحة مدوية عبارة عن تصريح لمصدر مجهول في محور الجوف "ينفي صحة مزاعم وفبركات الانقلابيين"!!

مسارعة المطبخ الإعلامي للإصلاحيين في مأرب إلى تلفيق نفي هزيل ومكتبي نشره موقع مأرب برس، سلط الأنظار أكثر على خلفيات الجرأة التي يتصرف بها هؤلاء في فبركة عناوين وتصريحات فاضحة تكذب صحة وقائع نشرت ووثقت بالصوت والصورة وفي صنعاء، حيث ظهر العقيد مقبول علي غانم قحطان قائد المدفعية في اللواء 156، المتواجد في جبهة الجوف- اليتمة، مع الحوثي البخيتي أمام جامع الصالح بصنعاء علانية والنشر ملأ الشبكات والمواقع ووسائل الإعلام الحوثية والمحلية.

قبل بضعة أشهر كان قائد الشرطة العسكرية في محور الجوف العقيد أحمد ناصر المجنحي غادر بأطقمه ومرافقيه، ومر بجميع النقاط والمواقع والمنافذ والجبهات آمناً سالماً حتى دخل مناطق سيطرة الحوثيين ووصل إلى صنعاء واستقبل استقبال الأبطال كواحد من أبرز القادة العسكريين الذين ينشقون تباعاً وتتهيأ لهم السبل كافة للانتقال المريح والوصول إلى العاصمة المختطفة بيد الانقلابيين.

يومها لم تجد مطابخ الإصلاحيين ما تقوله أمام فضيحة قاصمة للجيش الوطني والشرعية ولإمارة أو دويلة مأرب-الجوف ومنطقتين عسكريتين ومحورين، لتنفجر أحداث ومواجهات عجيبة ومريبة في صرواح ألهت وصرفت الأنظار عن فضيحة الانشقاق الآمن والمريح!

وخلال الأيام القليلة الماضية، وبينما أعلن عن انشقاق العقيد المذكور أعلن الحوثيون بوضوح أن لواءً بكامله تم التفاهم والتفاوض مع قوامه من قادة وصف وجنود وتأمينهم ليلتحقوا بسابقيهم في جبهة الحوثيين. لكن أحداث شبوة والجنوب تغطي وتلهي عن التي تحدث في مأرب والجوف. وهؤلاء يختارون أوقاتاً وظروفاً عاصفة ومدوية ليمرروا صفقاتهم الخاصة مع الحوثيين جهاراً نهاراً، وهي في الغالب عسكرية وتهز ألوية وجبهات الجيش الوطني وصف الشرعية.

قال ضابط عسكري ترك العمل في مأرب مؤخراً، وهو يعلق على الأخبار: "هذه مش انشقاقات يا إعلام الغفلة، إنها صفقات.... صفقات ثنائية برعاية هواشم الإخوان في المنطقتين العسكريتين الثالثة والسادسة وبين هواشم الانقلاب الحوثي.. وسلموا لي على الشرعية والتحالف وحرب عتق"!!

وعلى ذكر عتق، مع المواجهات التي تفجرت هناك، انسحبت قوات تتبع المنطقة السادسة في الجوف من موقع استراتيجي وجبل مهم تم تسليمه للحوثيين في صفقة غريبة وعجيبة أيضاً، حتى إن ناشطا وصحافيا من مأرب تندر في الفيسبوك قائلاً، "الإصلاحيين فارحين بالانتصار الذي حققوه في عتق بالاستيلاء على شقة المجلس الانتقالي الفاضية، ومن الفرحة سلموا الحوثيين الجبل!".

شر البلية ما يضحك. نعم، لكن البلايا الأكثر والأخطر تحدث داخل وفي أروقة وكواليس المنطقة العسكرية السادسة كما حدث دائماً في كواليس الثالثة بمأرب حتى فاضت الروائح المنتنة ولم يتم تغيير العماد إلا وقد دفع التحالف والشرعية أثمانا باهظة من الدعم والسمعة والمال والمقاتلين والقتلى في وجبات متتالية من الانكسارات في جبهة صرواح. ولمأرب تناولات أخرى لوحدها.

الفساد والنهب والسرقات ليست هي كل ولا أخطر ما يحدث في المنطقة السادسة ومحور الجوف. نتذكر، مثلاً، بالعودة أشهراً إلى الوراء، قصة وفضيحة الوشايات الكاذبة والتعيينات الفاضحة، عندما وشى ضابط يدعى العميد محمد الحقية، بضابط آخر بتهمة التحوث، وهو من استشهد ابنه وشقيقه دفاعاً عن الشرعية، تجمعت الإثباتات التي أظهرت أن العميد الحقية (الواشي) خائن كبير ومتعاون مع الحوثيين وتضمنت قائمة الاتهامات أنه ومرافقيه يزرعون العبوات بالتعاون مع الحوثيين، ويحددون إحداثيات ومواقع الجيش الوطني للحوثة!! ليتم سجنه في استخبارات المنطقة الثالثة وعزله من قيادة اللواء 122 في الجوف، وتم إطلاق البريئ الذي أعيد لقيادة كتيبة في اللواء نفسه واستشهد في مواجهات مع الحوثيين في المتون.

لكن لم ينته الأمر هنا. المفاجأة التي لا تصدق أنه أعيد تعيين العميد الحقي (الواشي والخائن والمتعاون مع الحوثيين ومن أسرة سلالية مؤيدة للحوثيين) قائداً للواء 203 في المنطقة العسكرية نفسها وفي محور الجوف!!

وعلى مدى الأشهر الماضية، واللاحقة لتعيينه، تكاثرت معاناة وشكاوى الجنود من منع وحجز وسرقة المرتبات والإكراميات السعودية والميزانيات والمخصصات، وتعالت الأصوات والاحتجاجات، ولا أحد التفت لهم، وبقي الوضع على ما هو عليه. وإلى العيد الأخير والجنود يشكون ويجأرون بالمعاناة ولا مجيب. يذهب الإصلاحيون إلى فبركة تصريحات وأخبار نفي للتستر على خراب وفساد وتلغيم وتفخيخ الشرعية وجيشها والتحالف وجهوده من الداخل.

وأخيراً.. لا يكاد أحد يتذكر الرئيس هادي أو يسأل عن حرب استعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب الحوثي. في المقابل لا تتوقف الانشقاقات والرحلات الآمنة والمريحة للقادة والضباط ومرافقيهم إلى صنعاء!!