تعيينات الحوثي تثير خلافاً مع حلفاء حكومته وحسن زيد يقول إنها تكرس الانقسام المذهبي والجغرافي

السياسية - Monday 09 September 2019 الساعة 10:06 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

كشفت مصادر مقربة من مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، عن خلافات نشبت بين قيادات المليشيات من جهة وحلفاء المليشيات المشاركين في حكومتها وقيادات المؤتمر الشعبي العام من جهة أخرى.

المصادر قالت لنيوزيمن، إن الخلافات جاءت عقب قرار المليشيات الصادر عن المجلس السياسي الذي يسيطر عليه الحوثيون بتشكيل لجنة أسمتها لجنة المصالحة الوطنية والحل السياسي وتسمية أعضائها دون علم قيادات المؤتمر أو قيادات الأحزاب المتحالفة مع الحوثي أو استشارتهم في طريقة وآلية وأهداف عمل اللجنة أو شخوص أعضائها، وهو ما أدى إلى نشوب الخلاف خصوصاً وأنه جاء متزامناً مع عملية تعيينات أجرتها المليشيات لعناصرها في عدد من مؤسسات الدولة دون أي اعتبار لبقية المشاركين في المجلس السياسي أو الحكومة.

ووفقاً للمصادر فإن من بين أسباب الخلاف أيضا هو تفرد المليشيات بإجراء حوارات خارجية مع القوى الدولية ومنها ما أعلن عنه من محادثات سرية بين مسؤولين أمريكيين وقيادات المليشيات الحوثية دون علم أو إطلاع شركائها في المجلس السياسي والحكومة سواء قيادات المؤتمر الشعبي العام أو القيادات الحليفة والموالية للحوثيين والمنضوية تحت مسمى أحزاب اللقاء المشترك.

وعلى الرغم من أن تلك الخلافات لا تزال تجري وسط تكتم شديد ودون إعلان أي طرف موقفاً تجاهها، إلا أن المصادر أكدت لنيوزيمن أن حلفاء الحوثيين في الحكومة من أحزاب المشترك برئاسة القيادي الموالي للمليشيات حسن زيد والذي يشغل منصب وزير الشباب والرياضة، والقيادي محمد الزبيري وزير الثروة السمكية طلبا لقاءً عاجلاً مع قيادة المؤتمر الشعبي العام لتدارس اتخاذ موقف من إجراءات المليشيات الحوثية الأخيرة، وهو ما تم بالفعل حيث التقى الطرفان يوم الثلاثاء الماضي في لقاء رسمي نشر عنه خبر مقتضب في قناة اليمن اليوم في صنعاء دون أن يتضمن الخبر أي تفاصيل.

مصدر قيادي في اللقاء المشترك الموالي للحوثيين أوضح أن اللقاء مع قيادة المؤتمر الشعبي العام ناقش بشكل كبير ضرورة اتخاذ موقف من ممارسات وإجراءات الحوثيين والتعيينات التي يصدرونها دون علم أو استشارة أو إشراك الآخرين المشاركين معهم في الحكومة، قائلاً: إن القيادي حسن زيد تحدث في الاجتماع عن أن ما كان المشترك ينتقده أيام الرئيس صالح من تفرد بإصدار التعيينات والاكتفاء بإبلاغ الحكومة والوزراء المختصين بذلك قبل صدور القرارات، بات أيام هادي يتم بدون حتى علم الحكومة، فيما أصبح في سلطة الحوثيين يتم حتى بدون علم قيادات الحوثيين أنفسهم والذين يخبروننا أنهم يتفاجأون بصدور بعض القرارات وأن كثيراً منهم غير راض عنها، لأن تلك القرارات ينتج عنها تبعات خطيرة تكرس الانقسام المذهبي والمناطقي الذي يؤثر سلباً على سمعة المليشيات الحوثية وسلطتهم.

وحسب المصدر فإن حسن زيد طلب من قيادات المؤتمر أن تدعم فكرته بضرورة تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين تتولى إعداد وثيقة تتضمن تقييماً لقرارات التعيين التي صدرت في الآونة الأخيرة دون علم أو موافقة الحكومة، وطلب لقاء مع قيادة الحوثيين لعرضها عليهم وإن تطلب الأمر رفع شكوى لزعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، لافتاً في معرض حديثه إلى أن البداية يجب أن تكون من الاعتراض على قرار تشكيل لجنة المصالحة، والطلب رسميا من قيادات الحوثي إطلاعهم على مجريات الحوارات التي تتم في الخارج.

وتأتي هذه الخلافات وسط استمرار المليشيات الحوثية في إصدار قرارات تعيين لقيادات وعناصر تابعة لها في عدد من مؤسسات الدولة آخرها تعيين وزير مالية جديد هو شرف الدين علي حسين الكحلاني خلفاً لرشيد عبود شريان أبو لحوم الذي عين محافظاً للبنك المركزي.