قرارات هادوية جديدة لشرعية تحتل السعودية وتُبقي الحرب في خدمة “إيران”

السياسية - Friday 20 September 2019 الساعة 03:09 pm
نيوزيمن، كتب/ نبيل الصوفي:

قرارات هادي الحكومية هي ردٌّ بالرفض لكل ما قاله له خالد بن سلمان في زيارته الأخيرة.
شدَّد الأمير السعودي على سقف “المبادرة الخليجية” التي التزمت السعودية بدعمها في 2011، والتي تعني أنَّ القيادة المؤقتة لليمن تشاركية ولا يحق لطرف واحد أن يستفرد بها. ولو التزم هادي والإخوان بالمبادرة من يومها لما وصلت اليمن والمنطقة إلى هذا الحال البائس والصراع الموجع.

وبعد يومين من هزِّ هادي رأسه وحديثه المتحمِّس مع الأمير خالد، عن المبادرة نفسها، ونهاية يوم “الخميس”، يوم الإجازة الثابتة في اليمن، أصدر قرارات عن تغيير حكومي، قرارات أحادية بدون حتى رئيس الحكومة، وبدون أيّ توافق مع أيّ طرف سياسي، وبدون أيّ اعتبار لتطورات الأوضاع المحلية يمنياً أو ما تمرُّ به السعودية.

حصري - رئاسة "الشرعية" غافلت الرياض وأضمرت "التمرُّد" على التحالف -مبكراً- وفعَّلت مساراً جانبياً

لم يرَ اليمنيون أيَّ قرار من هادي طيلة شهرين، حيث كانت الحرب تطحن عدن، وتنتهي بنتائج كبيرة تغير سيطرة القوى على الأرض، ثم حروب متعددة ناتجة عنها.. وزير “النقل” يبني له “جيشاً” ويدخِل عدن في حرب، ثم يُهزَم ويهرب.. وثلاثة وزراء معه يصدرون بياناً سياسياً لوحدهم.. وقبائل “علي محسن والإخوان” تستولي على “عاصمة شبوة” وتحاول التحرك إلى عدن، ولولا تدخُّل الإمارات في الوقت المناسب لكانت هذه القبائل وإلى اليوم تنهب عدن. وهادي صامت، لم يقف لا مع عدن ولا مع من يقولون إنهم جيشه باسم الجيش الوطني. ولليوم لم يقُل هادي أيَّ شيء، هو لا يريد “أحمد الميسري”، ولا يريد “عبداللطيف السيد”، ويهمه أن يبقيا في حرب لا نهائية.

هو لا يؤيد الإخوان، ولكنه لا يريد مواجهتم، لا يريد المؤتمر.. لا يقبل بالاشتراكي.. لا يريد الانتقالي، هو لا يريد الوحدة ولا تحرير صنعاء، ولا يريد عدن ولا استعادة الجنوب دولته، هذه أمور لا يفكّر فيها فخامة الأخ الرئيس.. يكفي أنه ينام ويصحو كيف يشاء، ثم حينما تكثر عنده الأوراق يوقع أول أربع أوراق فيها ويغلق الملف ويترك بقيته لعبدالله العليمي وجلال هادي.

وبقراراته أمس كأنَّه يقول للتحالف: مكانكم ما صدقتم الزعيم أن ما في معي عقل؟
‏ما فيش معي، ولا أهتم، ولا أحسب، ولا أفكر..

‏لن يسمع هذا الرجل بالاختيار.. إن تركتم اليمن لهادي، فهادي هو من أضاع بلاده وبلادكم وبلادي..

وعلى التحالف احترام كل هذه التضحيات اليمنية الإماراتية السعودية، وأن يعيد الشرعية إذاً. يعيدها وفقاً للتطورات في الميدان ووفقاً للأهداف وللمصلحة التي تخص الناس.. ووفقاً للمبادرة الخليجية.

على الأقل، لأجل السعودية فلتفعل السعودية.. التطورات خطيرة، واللعب هكذا على طريقة ترامب، لا يفيد، ترامب سيذهب انتخابياً، لأنه يفرّط باستراتيجيات الحماية والسيطرة ويتصرَّف بعقلية التاجر، وسيدفع ثمن ذلك داخل مجتمعه وقبل فوات الأوان، ولكن لمجتمعه هو، أما بالنسبة لنا فإنَّ سلامة وأمن السعودية هو آخر ما بقي لهذه المنطقة من حائط صد، أملنا استعادة اليمن، استقرار الصومال، تطور السودان.. وأيّ أذى للسعودية هو هدمٌ لكل هذه الآمال.

يجب أن يتوقف التحالف عن التعامل مع لصوص الشرعية، الذين أفشلوا المبادرة الخليجية في 2012 عجزاً أو خبثاً.
عودوا لنصيحة الزعيم "حطوهم بالفنادق" لكن لا تتركوهم يعبثون باليمن.

حماية السعودية بحاجة لحماية اليمن أولاً.. واليمن بحاجة لحمايتها من الشرعية الساقطة هذه، ومن عبثها وجهلها..

لقد مكَّنت الشرعية وتحالف الفساد المحيط بها، وهو يتجاوز اليمنيين، للأسف، إلى تحالف قطري تركي إيراني، وله اختراقات خطيرة من داخل التحالف لا يكترث للعواقب ولا يقيم الحاضر بنزاهة ولا يتصور ما عليه وضع المنطقة من مخاطر..

وها هو الوعي اليمني مضروب يقوده الانتهازيون أو أصحاب مشاريع خاصة هي عدوة لليمن وللسعودية ولغيرها مهما ادعت أنها فقط تختلف مع الإمارات، لكن أطماعها وعداوتها الحقيقية هي لليمن والسعودية.

تتفق روسيا وإيران وتركيا ويقرون لجنة لصياغة دستور خاص بسوريا دون أي تمثيل روسي، تتحارب هذه الأطراف وتتسالم وجهاً لوجه وفقاً لمصلحتها القومية، فيما سيكتمل الشهر والسعودية تنتظر لهادي ومن معه لبدء حوار يعيد تشكيل الحكومة ويعيد الحكومة إلى الداخل اليمني لخدمة الناس ومساندة الحرب ضد إيران وأدواتها القابضة على صنعاء بالحديد والنار..

مع الفارق الكبير أنَّ سوريا لها أطراف تحارب في الأرض السورية، فيما كل شرعيتنا نزيلة فنادق الرياض نفسها، وتستخدم التحالف مُجرَّد لافتةٍ لتستوليَ على النفط والغاز تموِّل به حياة قياداتها خارج اليمن، وتترك كل ما يتعلق باليمنيين من كهرباء وطرقات ومرتبات للتحالف والمانحين.. كما هو حال الجبهات وسلاحها.
بل إنَّ هذه الشرعية تنهب مِن مخصصات التحالف للجبهات، بالله عليكم أيُّ شرعية هذه؟!

إنَّ استقرار الدول، شأنٌ تشاركي يخص المنطقة برمّتها، فحتى إثيوبيا حين ازدادت مخاطر الانفلات في الصومال دخلت بقواتها براً رغم كل الحساسيات.

أمريكا في الحرب العالمية الأولى أرسلت مئات الآلاف من قواتها إلى قلب أوروبا تقاتل هتلر..

فيما التحالف يتصرف مع الشرعية كالطفل المدلَّل ولأجل لا شيء.

ليس مطلوباً أن يدير التحالفُ اليمن بدلاً عن الشرعية، فهذا هو ما تريده الشرعية أصلاً، بل المطلوب التزام معيار الفاعلية على الأرض وتحقيق الأهداف وتصحيح الأخطاء مباشرة وبكل حسم..

إيران تقصف أرامكو، والشرعية تحتل الرياض وتعبث باليمن وتعبئ الشارع عن الاحتلال الإماراتي!

قاتلت الإمارات لتحقيق أهداف التحالف، وكل أرضٍ حرَّرتها سلّمتها لقوة من أبنائها أو للتحالف.
وتبذل كلَّ جهدها لإبقاء الحرب في مسارها، فالصراع كبير والمرحلة خطيرة، ولا وقتَ للمعارك الصغيرة..

سلَّمت المهرة وسقطرى إلى قوات سعودية، لتجنب أهداف أدوات قطر وإيران إبقاء الجميع في معارك كلامية عن احتلال الإمارات لهذه المناطق.

سلَّمت جزر ميون وزقز لقوات خفر السواحل اليمنية.

سلَّمت الساحل الحضرمي، وأعادت ترتيب وجودها في الساحل الغربي في الطريق لذات الأهداف.

قبل كلِّ ذلك سلَّمت "مأرب".

ومع ذلك تبقى الشرعية في خطابها الابتزازي، وها هو في المهرة قد بدأ حديثه عن الاحتلال السعودي.

يتشارك الناس مع التحالف بجدية لمحاربة الحوثي، فتأتي شرعية الإخوان لتحبطَ الناس وتبتز التحالف، ثمَّ في مواجهة الحوثي لا تفعل شيئاً لأنها أصلاً في الخارج..

صار هذا الخارج، حصناً يحمي الشرعية من شعبها لا من الحوثي..

وهذا شر مستطير، ينصر الحوثي ويغذِّي مشاعر الاحتقان الشعبي ضد التحالف، حتى إنَّ ضربة مثل أرامكو شهدت احتفاءً من قبل شركاء التحالف أنفسهم..

إنَّ الصراع في مداه الأكبر، وقبل أن نتحدث عن أمريكا، على التحالف ضبط شرعية اليمن..

اليمن ليست لعبة تسلم لهادي، يتصرّف فيها كيف يشاء..
صحيح أنّه قد يسهل ضرب "الإخوان" بطريقته هذه، فهو لا يتدخل، لكن المرحلة أخطر، تحتاج اليمن سلطة تفعل، يجب التوقف عن القبول بسلطة الاغتراب هذه..
فالداخل متروك للفراغ..