ندوة نيوزيمن “الإرث الروحي لـ موزع” في مقام المحولي.. شاهدة الوصل بين البحر والتهائم وإفريقيا واليمن والعلم والروح‬

السياسية - Friday 20 September 2019 الساعة 10:44 pm
تعز/‫موزع، نيوزيمن، خاص:‬

‫أوصت ندوة “المحولي” في مديرية موزع ب”ترميم المعالم التاريخية التي تزخر بها المديرية وتعود إلى مُدد زمنية بعضها قبل الإسلام وبعضها خلال الألف سنة الأولى منه، ومنها قبة  باسعد، وقبة المحولي، والجامع الكبير، وتسوير مقبرة “بن سلامة” والتي تعد واحدة من أكبر أقدم المقابر في اليمن والتي تحتوي جثامين عشرات من الشخصيات التي لعبت دوراً دينياً وثقافياً في المنطقة، يذكر أنه وفقاً لأعمال الموسم الثاني للمسح الآثاري لمحافظة تعز 2006م، تم توثيق 21 موقعاً أثرياً.‬

‫وفي الندوة التي نظمها نيوزيمن في “مقام المحولي” بمدينة موزع، عصر الخميس، استحضر الأستاذ أمين الوائلي، الإرث التاريخي الروحي والتجاري والثقافي لـ”موزع” التي “تعتبر تاريخياً من أولى المناطق التي سكنها الإنسان”، وبلاد “الزير سالم” وسوق مملكة المعافر، وأول موانئ اليمن مع موشج وحكام الساحل الإفريقي، منوهاً بجهد الدكتور عبدالأحد زيد عيون أستاذ اللغات والحضارات القديمة بجامعة تعز في المرافعات التاريخية عن المديرية التي ينتمي إليها حيث هو من أبناء “الهاملي”.‬

‫وأمام جمع من أبناء المديرية أدار الوائلي، نقاشاً حول إرث “موزع” متشاركاً مع الحضور المسميات التي حققها في الكتب التاريخية وما كان لا يزال قائماً منها، حيث ذكر الاهالي عدداً من المسميات الموجودة من الأماكن.‬

‫وفي محاضرته أكد الوائلي أن تحقيقه بشأن “قبة باسعد” التي تتوسط سوق موزع، هي مبنى يعود للوجود الحبشي في اليمن، في 500 ميلادية، مستدلاً بما يحكيه المؤرخون عن ما بنيت به من مواد لا تستخدم إلا في الحبشة وأنها كانت النموذج الحبشي من قبة بيت المقدس.

‫واعتبر القبة واحدة من علامات التسامح الديني الذي عاشته موزع، سواءً بين الديانات المختلفة أو المذاهب، حيث تعاقب عليها فقهاء مفتون في المذاهب المختلفة، أما الاسم “ باسعد” كما أورد أيضا الدكتور عبدالأحد ، فهي تسمية تعود لتاجر حضرمي، استقر في موزع وجدد القبة ودعي السوق المجاور لها باسمه والذي أصبح يسمى سوق “با سعد” في فترة من الفترات.

وعن مقام “المحولي”، قال الوائلي، إن أقرب الدلائل عن الاسم هي التي تتحدث عن الشيخ محمد صاحب الجرب، وأن لقبه يأتي من والده “الشيخ أبوالسرور بن إبراهيم” الذي قال الجندي عنه “يقال لهم المحاولة” فيصبح لقبه المحولي.. ولا يزال مقامه مفتوحاً للفعاليات الاجتماعية لأهل المنطقة وملامح بئر مائه ماثلة لكنها جافة، وقد أخرج قبره قبل عامين ودفن بحوار المقام.‬

‫وعدَّد الوائلي شخصيات عديدة ذكرت في أمهات الكتب التاريخية عن أهل العلم والذكر إما أنهم من موزع، أو وفدوا إليها واستقروا فيها. ومنهم ابن سلامة وابن الخطيب والسجاد..‬

‫ومن خلال تتبعه لـ”رموز موزع” تاريخياً من أولياء وصالحين ووجاهات، أكد الوائلي على دور موزع في العلاقة المتينة بين الساحل على شاطئي البحر الأحمر، إفريقيا أو الساحل اليمني، حيث إن عائلاتها مختلطة بالمناطق المتعددة جنوباً وشرقاً، في لحج وعدن ويافع وأبين وحضرموت، منوهاً إلى العلاقة التي كانت بين “ميناء قنا في الساحل الشرقي لشبوة وموزع”.‬

‫مؤكداً أن موزع في التاريخ هي قرينة “حيس” شمالاً و”عدن” جنوباً في كتب التاريخ، حيث تذكر جميعاً كملامح في الجغرافيا وفي معالم الأنشطة الاجتماعية المختلفة، وإلى جانب “موشج” فهما أول مينائين عرفتهما اليمن، حيث كانت موزع تمتد إلى البحر واحجة وذوباب وحتى المخا.‬

‫وفي نقاشات الحضور تحدث صادق الخطيب، إمام وخطيب الجامع الكبير في موزع مثنياً على النقاش، داعياً للاهتمام بالمعالم الأثرية وأبرزها الجامع الكبير.‬

‫ويعتبر الجامع الكبير بمدينة موزع جامعاً أثرياً، حيث بني في الـ771هـ، يقابل قبة باسعد، وله منارتان وبابان شرقاً وغرباً، يتكون من بنية الجامع المبني من 3 صفوف من الأعمدة التي تتخللها 5 بوائك، وفناء جنوبي ومنارة من الجنوب الغربي، الحمامات في الغرب.‬

‫إلى ذلك دعا نبيل الصوفي، أبناء المديرية للمشاركة في تعريف أبنائهم بالمنطقة ورجالها حاضراً وماضياً، وقال: “نحن اليوم نتابع مسلسلات عن الحياة اليومية العادية للناس في الهند وتركيا وأوروبا.. نقضي الساعات نتابع ما يقولونه عن أنفسهم وقصصهم اليومية، وماذا يأكلون وكيف يلبسون وماذا يتناقشون في المدارس والسوق، فيما يمكن لنا أن نقضيه في مناقشة بعضنا بعضاً عن تربية أبنائنا عن معرفتنا اليومية في الزراعة والتدريس والحياة اليومية، لنتعرف على أبنائنا المجتهدين وإخواننا المغتربين بحيث تكون مناطقنا هي ديننا ودنيانا الذي نخدمه وننتفع به”.

تخللت الندوة نقاشات وقصائد سماع صوفي.