دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر (16): الأستاذ عبدالله عطيه

المخا تهامة - Saturday 12 October 2019 الساعة 11:43 pm
نيوزيمن، كتب/ أ.د عبدالودود مقشر:

لعب الأستاذ عبدالله محمد يحيى عطيه دور المحرك الأساسي للثورة في زبيد، وأثّر بشكل مباشر في كثيرٍ من الأجيال التي آمنت بالثورة ضد نظام الحكم الإمامي في مجتمع تقليدي متشدد ووسط بيئة علمية تؤمن بالسمع والطاعة لولي الأمر والصبر والتصبر، مع وجود طبقة حاكمة للمدينة تكونت بتحالفها الوثيق بالسلطة الإمامية، واستمدت سلطتها منها كما اعتمدت عليها السلطة لتعزيز وجودها وضمان عدم تسرب الأفكار الثورية إلى المدينة، لكن ما حدث هو العكس، فشخصية مثل الأستاذ عبدالله عطيه كان كفيلاً بنسف هذه التراتبية المقيتة.

ومن خلال قراءة الوثائق بالمركز الوطني للوثائق في صنعاء، نجد وثيقة (من الوثائق التي سلمها اللواء محمد علي الأكوع للمركز، صـ 122) تحمل رقم 33 من مخبر سري يتبع السلطات الإمامية بزبيد على شكل (معلومية - سري للغاية) مرسلة إلى نائب المقام بالحديدة وهو منصب يشبه منصب محافظ المحافظة الآن، وتتضمن الإفادة عن وجود رسالتين مرسلتين إلى الأستاذ عبدالله محمد عطيه الزبيدي تحتويان على منشورات وجريدة اليقظة العدنية المنشور بها مقال بعنوان (الحاقدون) للأستاذ علي عبدالعزيز نصر، وقد وصلت هذه المنشورات والمقال يوم السبت 4 ربيع الأول 1377هـ الموافق 28 سبتمبر 1957م وتاريخ المعلومية هو الاثنين 7 ربيع الأول 1377هـ الموافق 1 أكتوبر 1957م، وهذا يدل على المراقبة الدقيقة للأستاذ عبدالله عطيه، وعدّ أنفاسه ووصلت لحد المضايقات العديدة، فأرسل أنجب طلابه الأستاذ يحيى عوض المحرقي إلى عدن ليكون حلقة الوصل مع استاذه علي عبدالعزيز نصر، وبالفعل نجح الأستاذ يحيى عوض في الوصول إلى عدن وارتبط بالاتحاد اليمني ويظل يواصل استاذه عبدالله عطيه، ولكن كانت هناك مهمة أخرى للاستاذ يحيى عوض وهي نشر مقالات استاذه واشعاره في الصحف والمجلات العدنية وبأسماء وهمية، وهناك شخصية أخرى تواصلت مع الأستاذ، وهذه الشخصية ايضاً أحد أبرز أصدقاء الأستاذ، وهو محمود محمد زحيري وقد انتقل لعدن وهو من الأحرار الذين انضموا للاتحاد اليمني وكوّن علاقة قوية مع الأستاذ أحمد محمد نعمان ومحمد محمود الزبيري وأمد الاتحاد بالأموال بحكم ثرائه وتعاطيه التجارة ونجاحه الكبير حتى افتتح مستودعا ضخما كان مقراً للأحرار، وكذلك دعمه للأستاذ علي عبدالعزيز نصر ودعمه له في طبع ديوانيه (كفاح شعب) و(وأنا الشعب) وكلاهما طبعا في 1959م، وآوى الأستاذ علي عبدالعزيز نصر والأستاذ أحمد قاسم دهمش بعد تلقيه رسائل من صديقه عبدالله عطيه بذلك، أرسل الأستاذ محمود الزحيري برسالة للأستاذ عبدالله عطيه يخبره فيها أن رسائله يتم مراقبتها وتفتيشها فيقول: "أما مكاتبتكم فكلها من رجب تصل إلينا بلا ظروف، وحتى القصيدة وغيرها.. الجميع وصلتنا بلا ظروف.." وهذا يدل على وضع الأستاذ عطيه تحت المراقبة الشديدة، ثم يتفقان على وضع شفرة ويخبره بتأسيس جمعية ثقافية لأبناء تهامة "ونحن والأخ عبدالرحمن نسعى لتأسيسها وقد أخرج الأخ عبدالرحمن عباس منشورات (نداء أبناء تهامة) كما ستجدونه في هذا وادعو الله أن يتمها، ... وختاماً أهنئكم بحلول عيد الأضحى المبارك وبهذه المناسبة أرجو الله أن يعيده على القومية العربية وعلى وطننا الحبيب بالرخاء والازدهار ويجمع كلمة الشعوب العربية..". (مرفق صورة من الرسالة مقدمة من الأستاذ محمد عبده زحيري أمين سر الأستاذ عبدالله عطيه ومسئول ارشيفه).

ونجد في ديوان عبدالله محمد عطيه الأعمال الكاملة قصيدة أرسلها لأستاذه علي عبدالعزيز نصر بمناسبة طباعة كتاب (كفاح شعب) ومنها:
أجراحٌ تتكلم..أم دماءٌ تتضرم؟
أنا لا أدري.. إذا كان من الشعر جهنم.
يا أخي..أنت من ظنوك قد بت شريداً
كيف حطمت القيودا
وتخطيت الحدودا
رغم أسداف الظلام المتكاثف..
لم يزل صوتك في سمعي يرن
فهو في قلبي لحنٌ
أيُ لحن
قد تمشي في ضلوعي
ثورة حمراء... سعيراً مُستشيطا
غضبة كبرى
أهازيج.. دماً... ناراً... نشيدا.
في لساني
يا بن شعبي... يا أخي.. يا بن بلادي
جذوة من لهبك...
ثورة من غضبك
قد غزتني في فؤادي
في دمي.. في كل جسمي.

وهي طويلة من روائع شعر الحداثة والتجديد، والنضال والثورة، ويكاد ديوانه يحكي قصة كفاحه منذ 1948م حتى وفاته، رحمه الله.

ملخص لترجمة حياته:

عبدالله بن محمد بن يحيى بن عمر عطيه، شاعر ورائد تربوي ومناضل سياسي، ولد بزبيد سنة 1352هـ / 1933م وأصبح مدرساً ثم مديراً لمدرسة الفوز بزبيد ثم مدرسة الثورة ومن ثم مشرفاً على مدارس قضاء زبيد (1967 – 1970م) وتولى بعدها إدارة مدارس قضاء زبيد حتى 1982م ومن 1982م حتى تقاعده 1993م، تولى إدارة المركز التعليمي لمدينة زبيد، وتولى هيئة تطوير التعاون الأهلي بزبيد في 1970م حتى وصل لأمين عام مجلس التنسيق التعاوني بمحافظة الحديدة، ومن 1976م إلى 1979م عين عضواً بالمجلس التأسيسي، وحتى 1982 عضواً بمجلس الشورى، وهو عضو مؤسس للمؤتمر الشعبي العام ورئيس لفرعه بزبيد حتى وفاته.

شارك في تأسيس الحركة الرياضية كرئيس لنادي الصاعقة ثم نادي الشباب ونال أوسمة عدة في عهد الرئيس علي عبدالله صالح.

صدرت له الأعمال الشعرية الكاملة بمناسبة صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004م.

انتقل لرحمة الله في 14 نوفمبر 1995م.

دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر (14): الشيخ العلامة محمد الأهدل

دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر (14): الشيخ العلامة محمد الأهدل

دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر(13): عبدالله مقبول الصيقل

دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر