إيران المنزعجة من اتفاق الرياض تفضل اتفاقاً لتقاسم السلطة مع الحوثيين (ترجمة)

السياسية - Thursday 14 November 2019 الساعة 08:59 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

ترجمة خاصة لنيوزيمن عن موقع "المونيتور"، الباحث والخبير البريطاني في العلاقات الدولية صامويل راماني.

في 6 نوفمبر، شجبت إيران اتفاق الرياض، بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن اتفاقية الرياض ستؤدي إلى "احتلال جنوب اليمن" من قبل المملكة العربية السعودية ، "ولن تساعد بأي حال على حل مشاكل اليمن".

يمكن تفسير معارضة إيران الشديدة لاتفاق الرياض من خلال مخاوفها حول تأثير الصفقة على توازن القوى في اليمن والمخاوف بشأن تصاعد التوترات مع المملكة العربية السعودية.

وقال علي أحمدي، المحلل الجيوسياسي في طهران لـ"المونيتور"، إن إيران تعتبر اتفاق الرياض "ليس خطوة نحو السلام" وإنما مجرد "إعادة تنظيم للقوات على جانب واحد".

ورغم أن اتفاق الرياض حظي بالثناء من المجتمع الدولي لمنع حرب أهلية طويلة في جنوب اليمن، تنظر إيران إلى وحدة التحالف الذي تقوده السعودية كتطور سلبي. وقال أحمدي إن إيران تعتبر الصراع في اليمن "حرب عدوان غير شرعية سببها التوسع السعودي".

خبيران غربيان يكشفان لنيوزيمن أسباب انزعاج إيران من اتفاق الرياض

وقال ميسم بهرفيش، محلل استخبارات إيراني سابق وأكاديمي بجامعة لوند بالسويد، للمونيتور: "رفض إيران القوي لاتفاق الرياض مدفوع بتصوراتها حول تورط السعودية والولايات المتحدة في احتجاجات العراق ولبنان".

وترسل إيران إشارة إلى الرياض بأنها تعتبر اليمن بمثابة ساحة للرد على جهود السعودية لاحتواء طهران في المنطقة.

وبما أن إيران ترغب في إبقاء المملكة العربية السعودية متورطة في اليمن ومنع الرياض من إبرام اتفاق سلام بشروطها، يمكن لطهران توسيع دعمها للحوثيين ومحاولة زيادة مكانتها كصاحب مصلحة دبلوماسية في اليمن. ففي 26 أكتوبر، رحب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالناطق الرسمي باسم الحوثي محمد عبد السلام في طهران، ودعا إلى "رفع الحصار عن اليمن". وبما أن هذا الاجتماع قد تم بالتوازي مع مفاوضات اتفاق الرياض، فقد اعتبر على نطاق واسع أنه محاولة من جانب إيران للتعبير عن تضامنها مع الحوثيين ضد التحالف الموحد الذي تقوده السعودية. كما أن تأييد إيران لجهود محمد الحوثي للتقليل من أهمية اتفاق الرياض يوضح أيضا التزام طهران الثابت بقضية الحوثيين.

على الرغم من أن الحوثيين يشاركون في مفاوضات مع المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، إلا أن التوترات بين الحوثيين والتحالف ما زالت مستعرة.

وقالت فاطمة أسرار، وهي خبيرة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط، للمونيتور، إن بإمكان إيران تشجيع الحوثيين على التوسع في جنوب اليمن من أجل "تقويض دور السعودية كوسيط". واشارت ان السيناريو المحتمل هو ان "ليس لدى إيران والحوثيين ما يخسرونه لزعزعة استقرار المناطق اليمنية، بسبب عدم وجود رقابة من قبل وسائل الإعلام الدولية وربما تتجاهلها".

بالإضافة إلى توسيع دعمها للحوثيين، يمكن لاتفاق الرياض أن يدفع إيران إلى تكثيف جهودها لتظهر كصاحب مصلحة دبلوماسية بارزة في عملية السلام في اليمن. تصريحات أخيرة لكبار المسؤولين الإيرانيين تكشف عن رغبة إيران في توسيع مشاركتها في مفاوضات السلام اليمنية. ففي الثالث عشر من أكتوبر، صرح المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بأن تنفيذ خطة إيران المتمثلة بأربع نقاط يمكن أن تنهي الحرب في اليمن. وفي 16 أكتوبر، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن طهران ستكون مستعدة للتوسط في اليمن، إذا قبلت المملكة العربية السعودية بحل سياسي للصراع.

على الرغم من تصريحات النوايا هذه، تظل إيران غامضة بشأن رؤيتها لمستقبل اليمن بعد الصراع. ففي أغسطس، أقر خامنئي رسمياً بحكومة الحوثيين في اليمن وقال إن "مقاومة رجال ونساء اليمن المؤمنين" ستوفر قادة اليمن في المستقبل. على الرغم من القوة المتنامية للتحالف الإيراني - الحوثي، فإن مصداقية رؤية خامنئي تقوضها عجز الحوثيين عن تحقيق نجاحات عسكرية دائمة في جنوب اليمن.

عندما سُئل عن كيف يمكن لإيران أن تتغلب على هذه القيود، قال عبد السلام محمد، مدير مركز صنعاء للدراسات، للمونيتور، "إيران لا تحتاج إلى سيطرة كاملة على اليمن" ولكنها تريد ضمان السيطرة على مناطق الحوثيين، وبالقرب من الحدود السعودية اليمنية و"تظل قوة مسلحة قوية داخل الدولة أو خارجها".

ولإضفاء الشرعية على موطئ قدم للحوثيين في اليمن، تفضل إيران اتفاق تقاسم السلطة على إصلاحات شاملة للهيكل الدستوري اليمني. سيفاش فلاحبور، صحفي مقيم في طهران، قال للمونيتور إن إيران ترفض فكرة قيام دولة فيدرالية في اليمن، لأنها "أعلنت مرارا وتكرارا أنها تعارض أي مشروع للتغيير الجغرافي في الشرق الأوسط".

إن معارضة طهران لاتفاق الرياض تشير إلى أنها تعارض بالمثل الحل الدبلوماسي الذي تقوده السعودية للحرب. من أجل تقييد حرية المملكة في العمل في الشرق الأوسط وإخراج زخم مبادراتها الدبلوماسية عن مسارها، يمكن لإيران تعزيز تحالفها مع الحوثيين وتوسيع مبادرات الوساطة الخاصة بها باليمن في الأشهر المقبلة.