العطور المقلدة.. خطر يداهم أجسادنا

العطور المقلدة.. خطر يداهم أجسادنا

السياسية - Friday 31 October 2014 الساعة 08:36 am

تحقيق، رجاء عاطف، نيوزيمن: (إن انتهى العطر تبقى الرائحة في الزجاجة) مقولة نفتقد لمعناها عند شراء العطور التي تصنع اليوم بعد أن أصبحت لا تخلو من الغش والتدليس على الناس، فالأسواق المحلية ممتلئة بالعطورات المقلدة والمغشوشة التي تعددت أساليب غشها حين تقدم على نفس زجاجات العطور الأصلية وتعبئتها بعطور مزيفة والترويج لها بعبوات صغيرة مجانية غير التي تباع وتوزع على المستهلكين المقبلين على شرائها، وليت الأمر يصل إلى تقليد روائح العطور فقط بل إنه يصاحب تركيبها مواد ضارة وتسبب أمراضاً خطيرة ،حيث أكدت دراسات علمية أن العطور المغشوشة تسبب أمراضاً كثيرة نظراً لإضافة نسب عالية من الكحول وغيرها من المواد التي تدخل في تركيبتها الأساسية .. التحقيق التالي يسلط الضوء على المشكلة ويكشف الأضرار: من خلال الميدان قامت المحررة بقياس مدى وعي المواطنين بمعرفة العطور المزيفة من الأصلية والمواد المستخدمة في تركيبة تلك العطور ووجدت أن نسبة كبيرة يغفلون ذلك، وحتى أضرار المغشوش منها وإن كانت واضحة. وفي البداية يقول يُسر قحطان: في محلات بيع العطور لا نستطيع التفريق بين الأصلي والمقلد بسبب دقة التقليد ولا نملك سوى الوثوق بصاحب المحل لخبرته فيها ولا نعرف جودتها إلا بعد استخدامها كما يتساءل قحطان : عما إذا كانت تجارة وترويج العطور التي تنتشر بشكل كبير في الأسواق سواء المحلات أو العربيات والسيارات حتى أمام المطاعم، تخضع لرقابة الجهات المعنية أم لا؟ وتوافقه (ابتهال.م) التي أضافت أنها لاحظت وجود أعراض تثير القلق من استخدم بعض العطورات كالحكة التي على الجلد والتي تؤدى إلى الاحمرار أو ظهور بثور لأيام ومن ثم تختفي تدريجياً، وقالت: إنها أعراض بسيطة لا تستدعي الكشف الطبي متغافلة عن الأمراض التي قد تسببها المواد المستخدمة في صناعة العطور . سمر البعداني مولعة بالعطور لدرجة كبيرة إلا أنها مع الوقت أصبحت لا تطيق رائحتها بتاتاً .. سمر أكدت أنها بدأت تسبب لها السعال المستمر مع تحسس في الأنف وأحياناً صداع في الرأس لذلك امتنعت عن الاقتراب منها أو حتى شراءها مستعيضة بالبخور للتطيب . صينية مزيفة وعن سبب إقبال الكثير من الناس على شراء العطور المقلدة يقول هيثم الجندي – تاجر للعطور: أغلب الناس يقومون بشراء العطور المقلدة لرخص ثمنها، وهي المنتشرة بشكل كبير جداً في الأسواق، منوهاً بأن العطور الرخيصة الثمن التي في الأسواق أو التي تباع في الحاويات هي صناعة صينية ويتم شراؤها عن طريق المزايدة وهي رديئة ومزيفة ، وأضاف أنه يتم تركيب العطور من خامات ومثبت ميثانول أو إيثانول، وقال: يفضل لمعرفة العطر الجيد من الرديء ودرجة ثباته يتم ذلك عن طريق الرج وإن ظهرت فيه رغوة لمدة عشر ثواني فنعرف أنه ممتاز وسيثبت جيداً، وينصح: لتجنب ضرر العطور أن يتم رش العطر على الملابس قبل ارتدائها لأن هناك من يصاب بتحسس في الجلد والأنف والذي قد يتطور إلى مرض الربو وهناك حالات كثيرة تضررت من ذلك . ماركات عالمية مقلدة في الأسواق وجدنا كثيراً من الباعة الذين ينادون عبر مكبر للصوت بأن لديهم أفخم العطورات ذات الماركات العالمية والتي يدعون أنها مستوردة من الخارج ويقومون بالتدليس على الناس البسطاء الذين ينجذبون إليهم وهم من الفئة غير المثقفة كما لا يدركون خطورتها على صحتهم . وهنا أحد الباعة في سوق الجملة والذي رفض ذكر اسمه أو المحل الذي يعمل فيه، واكتفى بالقول: إن هناك من يقوم بتقليد العطور الماركة ويأتي بنفس المسمى للعطر والعلبة الخاصة إلا أن المواد التي يحتوى عليها العطر في هذه القوارير مقلدة، ورائحتها لا تدوم طويلا ولن يستطيع أحد من المستهلكين معرفة ذلك إلا إذا كان لديه خبرة في شراء ومعرفة العطور الأصلية ذات الماركة. مواد مهيجة للجهاز التنفسي وعن الأمراض التي قد تسببها المواد الداخلة في صناعة العطور، أوضح الدكتور وديع قاسم الدبعي – أخصائي أمراض صدرية – بمستشفى الدرن أن هذه العطور المزيفة تستخدم فيها مواد مهيجة ومثيرة في الجهاز التنفسي العلوي: وأنها قد تبدأ أولاً بأعراض خفيفة كتهيج في العيون والأنف مع نزول وحكة مستمرة وتدميع بالعيون ، وأضاف: نتيجة الاستخدام المتكرر لها قد يحدث تهيج في الشعب الهوائية وصعوبة في التنفس وسعال مستمر والذي قد يتطور بعد ذلك إلى ربو، وهذه الأعراض تأتي لما بعد درجة التهيج الأول الطفيف في الأنف والعينين ،كما ينصح بالابتعاد عن هذه العطور لأنهم يستخدمون في صناعتها مواد شبيهة بالمواد التي تصُنّع منها المبيدات الحشرية والتي تؤدي إلى أضرار جانبية في الجهاز التنفسي تصل بعض الأحيان إلى أمراض وأورام أو إلى لوكيميا أو إلى إجهاض النساء للأجنة بعد الاستخدام المتكرر. وقال: استخدام العطور التي تحتوي على مواد متطايرة تحتوي على نسبة كبيرة من السميات بجانب استخدام مواد المبيدات الحشرية سيكون له أثر تراكمي قد يزيد من الأعراض الجانبية والخطورة على الشخص المستخدم لهذه الأشياء . وأكد أن الحالات التي تأتي للمركز معظمها تحسس في الجهاز التنفسي قد تكون العطور أحد المسببات لذلك، إلى جانب حالات مرضية بسبب بعض الصناعات الرديئة التي تأتي دون رقابة أو محاسبة ، وتؤدي إلى إصابة الأطفال بالتحسس حتى من تناول الأطعمة خارج المنزل لكن بعد فترة يتطور المرض إلى ربو ، وشدد خلال حديثه على الأهل بالنسبة للأطفال لتجنب هذه الأشياء، وكما يجب أن يكون لديهم وعي صحي ،أن يكون لدى التجار ضمير وأن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا. مادة سامة العطور التي نتداولها يوميا ويستخدمها شريحة كبيرة من الناس لها أضرار كبيرة ،هكذا قالت الدكتورة راقية الارياني – أخصائية أمراض جلدية، وأضافت: حتى إن كان العطر من مواد طبيعية ولا يحتوي على أي مواد سامة فهو يؤثر على الجلد حين يوضع بطريقة مباشرة ،وأن هناك الكثير من المواد الشائعة التي يعتقد البعض أن استخدامها لا يؤثر بينما تؤثر، بطريقة غير مباشرة وقد لا تظهر أعراضها بعد الاستخدام مباشرة ولكن مع الاستخدام المتكرر لها يبدأ الجسم بتكوين مضادات تتفاعل مع هذه المواد والظهور على الجلد بشكل طفح جلدي قد يتحول إلى فقاعات، وأكدت أنه قد لا يحدث التحسس فقط في المنطقة التي رش عليها العطر وإنما في أماكن أخرى من الجسم ،وربما يحدث ردة فعل للجسم قد تظهر من ناحية الجهاز التنفسي أو بأشكال مختلفة يعرف أعراضها الطبيب مع الخبرة . وأشارت الإرياني إلى أن العطور خاصة المقلدة التي تباع في الأسواق أو على الطرقات والتي تستخدم فيها المواد الصناعية الكيماوية قد تتعرض لإضاءة أو لأشعة الشمس أو تنتهي صلاحيتها فيطرأ على خواصها أو العبوة التغيير أو قد تتحول إلى مادة سامة حيث لا تعود مادة العطر نفس المادة الكيميائية المستخدمة وفق المعايير الصحية. وترى أن من البدائل استخدام مواد طبيعية متوفرة ورخيصة الثمن بديلاً عن العطر إلى جانب النظافة الشخصية والتي بها قد لا يحتاج الإنسان إلى عطر بنسبة 50% كون الفطريات هي التي تولد الرائحة التي تنبعث من جسم الإنسان نتيجة عدم النظافة ،وأخيراً تنصح بوضع أو رش العطر على الملابس وليس على الجلد مباشرة . سموم ضارة فيما أكدت الأبحاث العلمية أن عدداً كبيراً من العطور تحتوي على مركبات كيميائية ضارة بصحة الإنسان وأن بعضها قد يسبب الإصابة بأعراض مرضية حادة في الجهاز التنفسي والعصبي وربو وحساسية الجلد والصداع والغثيان والدوخة وحتى فقدان الوعي. وأظهرت تلك الأبحاث أن ما يزيد على 95% من العطور المستخدمة حالياً يتم إنتاج عدد كبير من المركبات الداخلة في تكوينها من مشتقات بترولية ومواد صناعية وبعض تلك المركبات عبارة عن سموم ضارة بالإنسان، ولفت إلى أن بعض العطور يحتوي 500 مادة كيميائية أو كثر في تركيب العطر الواحد منها. وبين تقرير عن مخاطر العطور لوكالة حماية البيئة الأمريكية بناء على أبحاث علمية وجود عشرين مركباً كيميائياً خطيراً في معظم العطور كالأسيتون والكحول الايثلي وخلات الايثايل وغيرها من المواد الداخلة في صناعة العطور والتي قد تسبب أعراض السابقة الذكر إلى جانب أنه قد تؤثر على الكبد وتتلف أنسجة الرئتين وتؤثر على الدماغ ، كما أشار التقرير إلى احتواء بعض العطور على مواد كيماويات مسرطنة . وينصح المختصون لتجنب أضرار العطور عند استخدامها لأول مرة حتى وإن كان مأمون المصدر بالتجربة على منطقة صغيرة بالجلد يوضع في أعلى الذراع مرتين يومياً لمدة ثلاثة أيام وإذا كان هناك أعراض حساسية مثل الحكة والاحمرار ووجود بثور على الجلد أو حتى تهيج بسيط ينصح بعدم وضعه. آ·نقلا عن صحيفة الثورة