فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

جمرك البيضة

Tuesday 11 January 2022 الساعة 08:23 pm

وضعت الجماعة الحوثية منطقة جمركية في خميس بني سعد.. أي سيارة تحمل منتوجات زراعية، مثل البصل، الباباي، وأي شيء يزرع في تهامة، وأي شيء يصنع في تهامة، يتوجب على صاحبها دفع رسوم جمركية.

يكره على الدفع على الرغم من أن المنتجات الزراعية محلية، والبضاعة محلية.. وما يحصل من الرسوم الجمركية هذه يؤول إلى الجماعة الحوثية.

قبل فترة ليست بعيدة، أوقفوا شاحنة نقل تحمل بيضاً مستورداً من دولة إسلامية، فأظهر لهم التاجر وثيقة تبين أنه قد دفع الرسوم الجمركية في ميناء الحديدة، فقيل له أنت تمام، لكن عليك دفع الزكاة، وتصالح الطرفان على قدر معين من المال، وزيادة على ذلك حصل المجمركون في خميس بني سعد على أطباق بيض هدية من التاجر.

حصل المجمركون الحوثيون في خميس بني سعد على صورة من الوثيقة الجمركية، فصارت في أيديهم حجة لجمركة البيض التي تبيضها الدجاج في مزارع الدواجن التي تشتهر بها تهامة.

أوقفوا شاحنة مشحونة بكراتين فيها بيض من تلك المزارع التهامية، وقالوا ادفع رسوم جمارك، قال يا جماعة البيض من تهامة، البيض هذا محلي، البيض هذا من مزارع الزيلعي، قالوا ولو.. البيضة اليمنية تجمرك مثل كل بيض العالمين.

عرفوا منه عدد الكراتين، وكم طبق في كل كرتون، وكم بيض في كل طبق، وعدوا وأحصوا، ثم ألزموه بدفع عشرة ريالات رسما جمركيا على البيضة الواحدة، وبعد مراجعة، وأخذ ورد، خفضت الضريبة الجمركية على البيضة إلى ريالين، ولأن عدد البيض كان مليونين وأربعمائة ألف، حصل الحوثيون على تعهد من التاجر بدفع أربعة ملايين وثمانمائة ألف ريال.. وهكذا كان مصير التجار الآخرين في جمرك البيضة بخميس بني سعد، وحكم الحوثي في هذا الجمرك ساري المفعول في كل النقاط والأسواق.

قال لي شاب من باجل إن تاجراً استورد كتاكيت من دولة عربية مجاورة، ودفع الضريبة الجمركية في ميناء الحديدة، فلما وصلت الشاحنات سوق بني سعد وأوقفها المجمركون الحوثيون لغرض دفع ضريبة جمركية، نزل المستورد يصيح، يقول لهم، هذه كتاكيت محلية، أما تستحون على أنفسكم، السيد عبد الملك الحوثي قد قال لكم الدجاج المجمد حكمه حكم الميتة، وشجعنا على تربية الدواجن ليأكل الناس لحم دجاج طازج حلال، والسيد فعل وفعل، وصنع صواريخ وطايرات، فمعقول أن اليمن تستورد كتاكيت من الخارج في عهد السيد؟ قالوا خلاص اعبر، رح لك، أنت مشولح، باين من كلامك أنك تعزي، لكن قدك من أصحابنا.