قرأت مصفوفة إعادة تشكيل اللجان الداخلية باتحاد الكرة "المغترب والمهاجر"، وضحكت حتى بانت أضراس العقل وأنياب الجنون.
أما لماذا ضحكت فلأمرين:
الأول: لأن شر البلية ما يضحك.
والثاني: لأن هذا الاتحاد يذكرني بالطلاب الفاشلين في مسرحية مدرسة المشاغبين.
المضحك في شر بلية هذا الاتحاد أنه (ما بيجمعش) على طريقة يونس شلبي في ذات المسرحية، فهذا الاتحاد الذي يدور نفاياته ومخلفاته ما أن يغادر (الحيص) حتى يقع في (البيص)، ولله في خلقه شؤون.
وبهذه المسرحية الهزلية المسخرة ونكتها البايخة، يواصل هذا الاتحاد ذر الرماد في عيون الجماهير التي لم تعد ترى إلا غبار (العيسي) يغطي الأجواء امتدادا من القاهرة إلى صنعاء.
ما فائدة تدوير أسماء أثبتت طوال 17 عاما أنها (كراتين) فارغة، أو بصورة أدق (أكياس علاقي مهترئة) ورسوم كاريكاتيرية بائسة ضررها أكثر من نفعها؟
* أدري أن الأسماء التي عرفتها تلوك الفشل وقد كنت شابا، هي ذاتها التي يحركها (العيسي) كقطع الشطرنج وقد أصبحت كهلا.
كان أملي طوال 17 عاما أن تسقط هذه الأصنام التي صنعها العيسي من (تمره) تحسبا لأكلها متى ما جاع، عندما تحين الواقعة التي ليس لوقعتها كاذبة، لكن يبدو أن قدر الكرة اليمنية الرمادي مرهون بهذه الفئة التي تبغي.
لماذا يتمسك العيسي بهذه (المومياوات) ويصر إصرارا ويلح إلحاحا على تحنيطها وإعادة تدويرها بين فترة وأخرى؟
الإجابة يمكن تلخيصها في موقف عضو في الاتحاد يسبق اسمه حرف (الدال) من النوع القابل للسحب والطرق، حين قام ذات تدريب خارجي بتجميع لاعبين صغار في عمر الورود، وقال لهم ببلاهة منشد منافق:
"هيا يا عيال اركضوا كلكم نحو المنصة، واهتفوا بصوت قوي:
حيا بك يا عيسي يا اللي كلامك بطعم الموز وجيبك برقوق ولوز"
للأسف الذين يحيطون برئيس الاتحاد منذ زمن بعيد يحركون رؤوسهم فقط، ويتمنون لو أن لهم أذيالا لحركوها أيضا أمام العيسي لإرضائه.
مؤسف أن بعضا من الأنقياء الأتقياء الذين عارضوا (العيسي) بشدة قفزوا من سفينة التبرم من أفعال وعمايل هذا الاتحاد إلى نهر (النيل) سباحة، إما تحت ضغط الحاجة لتسديد إيجار سكن في المعادي أو الدقي، أو تحت تأثير القرش الذي يلعب بحمران العيون.
سيواصل الأخ (أحمد العيسي) سياسة التدوير استنادا إلى سياسة الولاء لمشروعه الخاص وليس للكفاءة، ومن يخرجه من الباب سيعيده في ثانية من النافذة، وستبقى الكرة اليمنية مع العيسي (ديمة وخلفنا بابها)، رهينة سياسة رجل يريد كل شيء وأي شيء، طالما كان أنصاره من النوع الذي لا تقنع أنفسهم ولا تشبع بطونهم، إلا من رحم ربي.
هيا يا جماهير الكرة اليمنية شاهدوا مسرحية (مدرسة المشاغبين) التي يعرضها اتحاد الكرة على خشبة مسرح (الدقي)، والحذر أن تتاح لكم أمام هذه الكوميديا الفاقعة فرصة الموت من الضحك.