اختطف المنون في غرة شهر شَوَّال يوم الجمعة، من بين ظهرانينا، معلماً وتربوياً أنموذجاً وأباً وأخاً وصديقاً، محباً للناس.
العميد الأستاذ التربوي والإداري، عمر عبدالقادر بارجاء، أبو أديب، رائد من رواد التعليم وقامة وطنية سامقة، حافظ على مكانته في قلوب الناس وشكل بشخصيته الفذة والمتواضعة مدرسة عظيمة في الثوابت والقيم الوطنية ونقطة التقاء للجميع.
كريم النفس، ثابت الموقف وصادق الكلمة، ذو تجربة وخبرة وحكمة وفكر معتدل وثقافة واسعة، تعلمنا على يديه معاني جليلة، كالتسامح والحب والوفاء والتواضع والتعاون وقيم الوطنية.
لقد كان العميد عمر، المعلم الناصح والمربي الفاضل والأب الحنون، مرحاً بشوشاً حتى وهو في حالة مرضه ووجعه وألمه -هكذا عرفته- مؤمناً بقضاياه الوطنية وبرسالة التعليم السامية، ينبع ضميره بالصدق والإخلاص، جاعلاً نصب عينيه في كل كلمة يوجهها بناء المجتمع المثالي في قيمه وأخلاقه وسلوكه.
للعميد، بصمات كثيرة وواضحة على المستوى النضالي والوطني والتربوي والاجتماعي، وأسهم وبشكل فاعل، في تطوير العملية التعليمية والتربوية في محافظة حضرموت.
أبا أديب، نودعك اليوم وفي قلوبنا غُصة كبيرة، ممتلئة بالحزن والوجع وألم الفقد، فأسأل الله العظيم أن يتغمدك بالرحمة والمغفرة ويجمعنا بك في جنات النعيم، ولأهله وأبنائه وإخوانه وكافة آل بارجاء وزملائه ومحبيه ومريديه وطلبته، أقول: أحسن الله عزاءكم وعزاءنا وعظم أجركم وأجرنا ورحم ميتكم وميتنا وجبر مصيبتكم ومصيبتنا فيه وألهمنا جميعا الصبر والسلوان.
رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه الجنة دار القرار.
إنا لله وإنا إليه راجعون..