لؤي ناصر

لؤي ناصر

الحسين ويزيد.. محور حصص مدرسية إجبارية في صنعاء

Wednesday 16 August 2023 الساعة 05:42 pm

على مدى سنوات الانقلاب الحوثي، والخفة السيئة التي تتعامل بها الأطراف المناهضة له، يعاني اليمنيون مرارات عدة ومخاطر متنوعة، ليست فقط مرارة الفقر والإفقار والتجويع، وليس الاستقواء بالسلاح والقتل والإرهاب، فهناك ما هو أشد وأنكى من خلال محاولة الجماعة فرض أفكارها وثقافتها الدخيلة حتى على الأطفال في المدارس كما هو حاصل هذا العام، فبعد أن فرضت الجماعة مشرفا ثقافيا في كل مدرسة حكومية وأهلية لمراقبة ما يسمونه الأداء الثقافي بما يعزز الهوية "الإيمانية"، على الطريقة الحوثية طبعاً، تم فرض حصة مدرسية تسمى (الأخلاقيات)، يتم من خلالها تلقين الطلاب منذ الصف الأول وحتى السادس الثقافة والمناسبات الشيعية التي لم يعهدها مجتمعنا اليمني بهذه الصورة الفجة بمختلف مذاهبه.

منذ أيام تخبرني طلفتي، وهي في أحد الصفوف الابتدائية، بأنها أخذت حصة أخلاقيات كلها تتحدث عن ذكرى عاشورا ويوم كربلاء، وأن المدرسة الموكلة لها هذه المادة سألتهم هل أنتم مع الحسين أو يزيد، وكيف يجب موالاة آل البيت ومن يسمونهم -أعلام الهدى- ولا شك أن المقصود بالعلم هو عبده الحوثي وكفلاؤه من أمثال الخامنئي وحسن نصر اللات، وبرغم الرفض المجتمعي وعدم التقبل حتى من الطلاب الذين يستهزئون بما تلقنهم إياه وانزعاجها -أي المدرسة- من ضحك الطلاب أثناء ترديده صرخة (هيهات منا الذلة) بسبب التحريف الجميل والكوميدي الذي طال هذه الجملة إلى (هيهات منا الذلة شهرين نبني فلة).

يثبت الواقع أن الجماعة مهووسة جداً بمحاولاتها العبثية زرع فكرها وتثبيت آرائها غير المقبولة، متمسكين بقولهم بأن التكرار وكثرة الترديد والتلقين سيبقي أثراً وبعضاً من القبول أو ما يسمونه التعود، سيتعود الناس على الخطابات والشعارات وتبقى جداً من روتينهم اليومي!! 

لا ترغب ذراع إيران في اليمن -جماعة الحوثي- مطلقاً في تقبل الحقيقة والواقع الذي يشير إلى أنهم منبوذون ولولا قوة السلاح والبطش الإرهابي الذي يقومون به تجاه المواطنين لما كان لهم أي بقاء أو وجود، وفي نفس الوقت تتعامل الشرعية بمختلف مسمياتها بصورة غريبة جداً وكأنها تقدم الشعب والنشء كهدايا مجانية للحوثيين ليكونوا قنابل موقوتة في مستقبل الوطن، وتسمح لهم بكل هذا التمادي السيئ والبقاء الخطير، لاهية وملتهية بالخلافات البينية والمكاسب الشخصية، ومسخرة قوتها وقواها وبأسها فيما بين مكوناتها، وكأنها تقول ليفعل الحوثي ما أراد، ولنجن نحن أرباحا مؤقتة كما نريد، وغداً سنبكي كالنساء على وطن وشعب لم نحافظ عليه كالرجال.