عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش

تابعنى على

رجل دولة من طراز فريد

Thursday 24 August 2023 الساعة 07:25 pm

لا يصح دائما وفي النهاية غير الصحيح، هذا الرجل، الشهيد الأستاذ عبد العزيز عبد الغني الذي كان أحد عقلاء هذه البلاد وأذكياءها ورجال الدولة فيها.

الإنسان الذي احترم نفسه وعمل كل ما يستطيع لعل وعسى، وفي الأخير ذهب راضيا عن نفسه، ذهب نزيها نظيفا كالسماء الزرقاء.. ليس في جيبه ولا في بطنه إلا ما هو حلال.

عبد العزيز عبد الغني ود. عبد الكريم الإرياني وعلي لطف الثور ويحيى العرشي ومحمد الرعدي وعبد الغني علي وحسن مكي والكبير الكبير يوسف الشحاري ومحمد الجنيد وآخرون كثر هزمتهم دولة الفساد بسلاحها المحمول بيدها والذي طالما وقف في وجه كل من يفكر في دولة قانون.

ويكفي أن قانون تنظيم حمل السلاح لا يزال في درج مكتب لا تدري أين رموه في مبنى مجلس النواب الذي لا حول له ولا قوة من يوم وجد.

عبد العزيز عبد الغني رجل دولة من طراز فريد.. حاول وحاول حتى عجز.

قالها ذات صباح لصديق منه مقرب:

كنت أدرك أن دولة الفساد قائمة، لكنني فوجئت بأن "الدولة" صارت ترعى الفساد!!!!

هنا تسقط في يدك، تفقد الأمل، تفقد الإحساس بأن ثمة قوة أقوى منك تدير الفساد الذي أصبح دولة سيظل يحكمها إلى الأبد، إلا إذا قدم من الأفق من يحمل مشروعا وطنيا كبيرا.

ورحم الله الأستاذ صالح الدحان، فقد زرته آخر مرة إلى فندق سنان في عصيفرة تعز، أول ما ظهرت عليه سألني: 

أيش جابك يا بن بجاش؟

أزورك، فقد طالت الغيبة..

نظر إلي طويلا، قال:

هارب، قرفان من كل شيء. 

قلت:

طيب كيف تشوف؟ 

قالها بألم:

لا فائدة.

قلت:

وصاحبك؟ أقصد "الرئيس" حتى لا يظن أنني قصدت عبدالعزيز الذي كان يحبه الدحان حبا بلا حدود ومن أجله "شتمني ومسح بي الأرض" في رسالة احتفظ بها بسبب رئيس الوزراء يومها الأستاذ عبد العزيز...

نظر إلي من جديد:

قال: 

راهنت عليه بدون فائدة...

سيظل عبد العزيز عبد الغني في نظري وكل من يسيد العقل رجلا استثنائيا بحق... ولا عزاء لأصحاب الصناديق السوداء.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك