لؤي ناصر

لؤي ناصر

الإرهاب والتهجير والإبادة.. أدوات بني صهيون الخالصة

Sunday 19 November 2023 الساعة 06:30 pm

ما يفعله الاحتلال الصهيوني اليوم في قطاع غزة لا يقل شيئاً عما فعله سنة 1948 عندما أَفرغ فلسطين المحتلة عنوةً من أغلب سُكَّانها.. كل الوسائل اليوم مُباحة، آخرها التهجير القسري للمرضى من مستشفى “الشفاء” وقتل الأبرياء بلا شفقة ولا رحمة في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر.

كانت عملية التهجير تتم سنة 1948 بالبندقة والسكين، إذ ارتكب هذا الكيان المجرم 52 مجزرة وسَوَّى بالأرض ما لا يقلُّ عن 550 بلدة، وها هو يُكرر الفعل ذاته اليوم بارتكاب المجزرة تلو الأخرى بقطاع غزة وإلقاء آلاف الأطنان من القنابل المُحرَّمة دوليا على رؤوس الأبرياء في مساكنهم الآمنة والمدارس التي احتموا بها في ممارسةٍ فاقت كل الأساليب الوحشية التي عرفتها الإنسانية عبر التاريخ. لم يعرف العالم، منذ أن بدأت الحروب والصراعات، مثل هذا القتل الجماعي للعزَّل بِبرودة دم. ولم يعرف مثل هذا التواطؤ والصمت، وهذا الخضوع المُذِلّ لِكمشة من شُذَّاذ الآفاق سَمُّوا أنفسهم قادة الكيان… بعد كل هذا أتعجب كيف لقادة بلدان عربية تُسمّي نفسها “شقيقة” لا يتحركون؟ كيف لقادة دول يرون ما نرى من جرائم ولا يتخذون قرارات قوية تضع حدا لهذا الظلم غير المسبوق تجاه إخوانهم في الدين والدم؟ أهذا كله خوفٌ من بني صهيون؟ أهذا كله خوف على المناصب والكراسي؟ أهذا كله خوف من غضب أمريكا والغرب؟ أهذا كله “ضبط للنفس” و”عقلانية” و”عدم تسرُّع” وحسابات اقتصادية وأمنية؟ هل يظن هؤلاء أن الغرب سيحترمهم بعد هذا السلوك المشين؟ هل يظن هؤلاء أنه سيعتبرهم جزءا منه؟ هل يظن هؤلاء أنه سيرضى عنهم ويُصنِّفهم ضمن قادة الأمم المتحضرة؟

لقد فاق تخاذلنا كل تصور، وتجاوز كل الحدود… ولولا ذلك البصيص من الأمل الذي ما زلنا نرى وميضه من خلال فوهة بندقية مجاهدينا في فلسطين، ولولا ذلك البصيص من الأمل الذي ما زلنا نسمعه في نبرة الشهداء الأحياء في قطاع غزة وهم يواجهون العدو بصدور عارية، ولولا ذلك البصيص من الأمل الذي ما زلنا نراه في ذلك الصمود والتشبُّث بالأرض بما بقي في الروح من حرارة… لولا ذلك البصيص من الأمل الذي ما زال يُعطيه لنا ذلك الإصرارُ على رفض الرحيل والتشبُّث بالأرض والعرض بما بقي من بقية قوة في تلك الأجساد التي أرهقها الجوع والعطش.. لولا كل هذا لأعلنّاه يأسا أبديا إلى يوم الدين بأن أمتنا قد ماتت وقادتها قد استُعبدوا، وليس لهم ولا لنا بعد اليوم حق في الحياة.