خالد بقلان

خالد بقلان

تابعنى على

الأحزاب اليمنية خارج حسابات الفعل السياسي..!!

Saturday 02 December 2023 الساعة 10:55 am

لم تعد الأحزاب السياسية في اليمن قادرة على التأثير، لأنها عزلت نفسها عن الناس، وأصبحت بينها وبين الشارع فجوة عميقة سدتها القوى الصاعدة التي امتلكت أدوات الفعل والخطاب المؤثر والوجود بين الناس والعامة..!!

لذلك طبيعي أن ينصب تركيز الأحزاب اليمنية من خلال الإشارات المتتالية حول التهميش مما يجري من عملية تفاوض برعاية أممية بين الحوثي والتحالف، وهو ما يعلل أن هناك خارطة حل متفق على معظم بنودها قد تُعلن في وقت قريب بداية بالجوانب الإنسانية والاقتصادية.

صحيح أن المركز القانوني للدولة ككيان يرتكز على شرعيات ومؤسسات معترف بها دولياً، لكن الفشل الذي رافق الشرعية كمؤسسة قاد في نهاية المطاف لما سُيعلن عنه قريباً.

أي أن الإقليم قد طوى ملف الحرب وماض في تعزيز الاتفاق الذي رعته الصين بين طهران والرياض وكانت اليمن الحاضر الأهم فيه ولا تستطيع الشرعية ولا الأحزاب التي شكلت عصب هذه الشرعية وفشلت في الانتصار إعاقة الاتفاقات التي تباركها الولايات المتحدة وإدارة بايدن تحديداً، لأن ذلك هو أحد أهم ملفاتها وقد رسمت ملامح خارطة الحل التي تجري النقاشات حول عملية إعلانها قريباً.

المتابع لما يركز عليه قادة الأحزاب اليمنية، سواء الذين ظهروا من خلال مركز صنعاء للدراسات في زوم خصصه للأحزاب، أو للبيان الذي خرج تحت مسمى تحالف الأحزاب الذي تم نشره عبر حساب رئيس الهيئة العليا للإصلاح، يجد أن الهم الأول والتركيز والجهد لهم منصب حول ضرورة المشاركة وعدم تهميشهم فيما يجري.

لم يقدموا رؤية أو يحددوا ملامح الإطار التفاوضي وعملية السلام، لكنهم يهتمون بأن يكونوا حاضرين فقط..!!

من هنا نطمئن نخبة الأحزاب الذين أصبحوا خارج دائرة التأثير والفعل السياسي والجمهرة ولم يعد لهم وزن ولا ثقل ولا حواضن، بأن المرحلة الثالثة من الخارطة تقود لعملية حوار يمني - يمني برعاية الأمم المتحدة سوف تكون الأحزاب حاضرة إلى جانب مجلس حضرموت الذي أُعلن عن هيئة رئاسته لهذا الغرض أساساً من أجل أن يحضر لهدف وحيد هو الحد من احتكار "الانتقالي" لقضية الجنوب.

 وهذا يقود إلى نتيجة أن هناك شروطا وضعت من قبل مسقط وإيران والحوثي أن مركزية الدولة السقف الذي لا يمكن تجاوزه، وهذا يعني أن الحوثي سيكون الفاعل الأبرز، لأنه سيحضر ومعه آخرون تحت مسمى الأحزاب اليمنية التي في صنعاء.

كان الأجدر بهذه الأحزاب أن تصمت، لأنها أصبحت ماضيا من ماض، وإن حضرت فإن مهمتها التشريع للحلول التي تمضي في اتجاه لبننة اليمن برعاية الأشقاء في عمان.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك