* عرفناكم من زمان مصدر السعادة.. أنتم هكذا يا كتيبة الأحمر الصغير.. تزرعون واحات نخيل في صدور يمنية قاحلة تحتويها أزمات كئيبة.. فهل لكم أن تهدونا غدا رطبا جنيا يشبع بعض مآلاتنا المجدبة..؟
* انتم الحب الساكن في تلافيف شعب يمني يعاني الويلات.. ولا يجد منفذا للسعادة إلا في أقدامكم الصغيرة.. فهلا فاض منسوب كرم أقدامكم غدا وأهدانا فرحة مضادة للفاقة..؟
* الحب هو الحب.. شوق وولع وانتماء.. والقلوب المنهكة دائما ما تهفو إلى رائحة هذا المنتخب الذي يعد هدية الطبيعة لشعب جرحه أطول من كل الأيام والسنين.. فهل لك يا عازف الجيتار عادل عباس أن تبوح غدا بسيمفونية حمراء جديدة يرقص معها الشعب المذبوح ألما على قدمك الساحرة؟
* المنتخب السعودي ليس مثل طيور الجنة السابقة التي اصطادها السهم اليماني.. إنه منتخب أكثر حيوية وأكثر انضباطا.. وأكثر توازنا..
* أخشى على الأحمر الصغير من عيوب الاندفاع دون تغطية المساحات في عمق الوسط والدفاع..
* أخشى على منتخبنا من نفسه.. لأن الاخضر السعودي يمتلك نفسا طويلا.. ويمتلك مؤهلات جماعية.. عكس منتخبنا الغارق كثيرا في محيط الفردية وأحيانا الأنانية..
* نعم يا عادل عباس.. أبصم لك بالعشر أنك نابغة كروية.. نحلة تقطر عسلا دوعنيا.. لكن عليك أن تكرس مبدأ القيادة وتسيطر على الأجواء.. أن تكون الحل الجماعي والفردي معا..
* نعم يا عبد الرحمن الخضر.. أحلف بحسنك.. أنت مهاجم حركي مزعج.. مخلخل للدفاع.. مهاري نادر.. هداف خطير.. لكن توجب أن تهتم قليلا بالتوزيع الجماعي.. الخروج عن النص في النهائي مهلكة يا صغيري..
* نعم يا زيد الجراش.. أنت رئة يتنفس منها خط الوسط.. سريع.. سخي.. كريم.. فقط يلزمك ضبط بوصلة الرقصة الأخيرة.. وستصل وصيتك الأخيرة في الوقت المناسب..
* نعم يا محمد شمس الدين.. أنت شمس محور الوسط.. تقاتل بألف سيف سبئي.. عنيد كناديك.. فقط عليك أن تركز قليلا عند الزيادة العددية في الهجوم.. توزيع جهدك سيجعلك ضابط إيقاع من نوع خاص..
* وضاح أنور.. حارس يذود عن روضة مرماه.. يثق في نفسه.. يتمركز بشكل سليم.. فقط عليه أن يحذر من بعض مغامرات الخروج دون تنسيق مع الدفاع..
* محمد الموشكي.. جميل.. مثل قط سيامي يلهو بكومة قش.. مهاري فريد.. ينسل من خرم إبرة.. فقط عليه أن يؤمن الواجبات الدفاعية وأن يحمي أنفاس الوسط من الاندفاع غير المدروس..
* ماذا عن بقية الكتيبة؟
يونس وعبد العليم والجراش وأسامة وهاشم ودليو وباقري وبقية البيادق.. أنتم مشروع نجوم.. عضوا على الفرصة بنواجذكم.. فالعمر أحيانا لحظة..
* و للكابتن سامر فضل مدرب الصغار ومعلمهم.. تأمل في كلام روجيه لومير المدرب الفرنسي الشهير:
أحيانا لا يمكننا التحكم في الشك أو ضبطه.. لكن يلزمنا دائما الشعور بالقدرة على مواجهة كل الاحتمالات.. ففي كرة القدم يا كابتن إذا لم يكن لديك هذا الإحساس ستهزم ويضيع حلمك دون سابق إنذار..
* خلوا بالكم:
المنتخب السعودي قوي وخطير.. ولكي لا تحلق الصقور في سماء سبأ بأريحية.. يلزم التوازن والانضباط والإيثار والانتهازية واللعب الجماعي الفعال وعدم تعرية المساحات بالاندفاع العشوائى الأعمى.. احذروا هذه المرة مليون مرة..
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك