د. فارس البيل
هل لعبتها إسرائيل وأمريكا بذكاء ضد إيران ؟
أوهموا إيران بخلافات حول الضربة.. وبمفاوضات سرية وعلنية، ووسطاء اقليميين ودوليين، والكثير من الرسائل التي مررت عبر قنوات مختلفة..استخباراتية ودبلوماسية بل وعسكرية.. وحتى التصريحات الإعلامية..كانت لعبة لتجميع اكبر قدر من الأهداف !
وكل ذلك ليس لأن إيران بغباء تصديق هذه التباينات... إنما كان ذلك اللعب المحترف..لأجل إبقاء الأهداف الإيرانية ( قيادات أو قدرات) في مجال الرصد.. بل إن بعض الرسائل الاستخباراتية الخفية جداً، التي كانت تلتقطها إيران أيضاً، كانت لغرض تحريك هذه الأهداف إلى مستويات القنص.. وتقريبها من نقطة الصفر.
وهذا يفسر القدرة على التقاط هذه العدد الكبير في وقت واحد من القيادات والمؤسسات والتسليح وفي لحظة واحدة لكن بمستويات مختلفة من الاستهداف داخليا وخارجياً !
حتى التهديد المتكرر بالضربة.. وتحديد مواعيد مقترحة.. تكرارها أعطى أماناً لدى إيران أكثر من خوفها ..وتقديراً عملياتياً لطبيعة الضربة وأبعادها.. ثم جاءت في الحقيقة مختلفة عما رصدت إيران..او استعدت
حتى عملية استيلاء إيران على وثائق سرية من إسرائل ..كانت طعماً !
ثم انشغال اسرائيل بخلافات الكنيست والحكومة.. كلها مثلت مجسات رصد دقيق.. كشبكة صياد ..غطت على تحركات الموساد في عمق إيران..مع ترقب إيران باتجاه اسرائيل وانشغالها بمحاولة اختراقها !
لم تكن كل تلك اللعبة لتقرير الضربة من عدمها...بل لتحقيق أكبر قدر من نجاحها !!
قديماً قالوا الحرب خدعة.. وما تزال هذه الحكمة الخالدة .. اليوم الحرب خدعة ايضاً لكن خدعة من نوع أعمق !
من صفحة الكاتب على منصة إكس
