محمد الردمي

محمد الردمي

تابعنى على

ثورة 2 ديسمبر.. بين بطولة صالح وخيانة الوساطات!

منذ 6 ساعات و دقيقة

2 ديسمبر كان ثورة فجرها صالح من قلب صنعاء، وأدار خلالها مسارات المواجهة العسكرية في مناطق داخل العاصمة، وأخرى في "ريمة حميد" جنوباً، وفي "جدر" شمالاً، في حين خرج الناس إلى الشوارع يهتفون لليمن ضد الحوثي، وتتداعت الأحداث في المحافظات، حيث أعادت الدولة سيطرتها عليها.

في مأرب، حصل عندهم حالة استنفار، واستبشر الناس خيراً، وظلوا في حالة استعداد وترقب ودعاء بأن تنتصر الثورة في صنعاء، واستعد الجميع للدعم والمؤازرة.

كان اليمنيون في حالة من الفرح والتفاؤل، وقد رأوا في الأمر موعداً للخلاص من الطاغوت السلالي الجديد، وفي لحظة ما نسي الجميع خلافاتهم.

انتشرت نار الثورة من الثنية وشارع الجزائر في قلب صنعاء، إلى شعوب وجدر شمالاً، وإلى السواد وحصن عفاش وريمة حميد جنوباً.

في أول أيامها (السبت)، وبعد خطاب صالح، توارى أتباع الحوثي عن أنظار الناس، ووضعوا السلاح، وأزالوا اللون الأخضر، وهم يرون شعاراتهم تتطاير ممزقة في الهواء، في شوارع صنعاء!

خسر الحوثي المئات وأكثر في ذمار وحجة والعاصمة صنعاء، فقرر اللجوء إلى أسلوبه المعتاد في الخداع، وتمثيل دور الضعيف والضحية، وتشكّلت الوساطات بسرعة عجيبة، وتوجهت مواكب الخيانة إلى الثنية، وكان كل ذلك ليكسب الحوثي وقتاً، ويأخذ نفساً، ويتمالك نفسه!!

لم يتوقع الحوثي أن تسير الأمور على هذا النحو، فكانت الوساطات حلاً حتى يعيد ترتيب صفوفه، ويجهز أمره للجولة الحاسمة...

وهذا ما حدث، بعد خسارة ثقيلة في المقاتلين والعتاد، تمكن الحوثي من تصفية صالح والزوكا في مواجهة مسلحة غير متكافئة.. جيش صغير في مواجهة أربعة أو خمسة أبطال!

باستشهاد صالح، ظن الحوثي أن معظم الخطر انتهى، لكنه لم يطمئن كثيراً، لذا فقد تحرك فوراً للبحث عن طارق، والذي ظل يقاتل وينسق العمليات في وسط العاصمة، ويرتب لتنفيذ توجيهات الزعيم في الخطة (ب)!

بدون القبض على طارق أو موته، كان الحوثي يدرك أن الأمر غير محسوم، وأن القلق لن يتوقف...

مات صالح والزوكا... وبذل الحوثيون جهوداً كبيرة، وأموالاً (اقتطعوها من المبلغ الذي وصلهم مقابل تعهدهم بتصفية صالح) في القبض على طارق، لكن طارق كان قد ذاب بين الناس، كمَن لأيام في أكثر من مكان، مع اليمنيين الذين يعرفهم ويعرفونه، يشبههم ويشبهونه، ومضى يعد العدة لاستئناف المعركة.

ما حدث لاحقاً يخبرنا أن تقديرات صالح كانت صحيحة، حين قال لطارق في اللحظات الأخيرة ما الذي يجب أن يكون.

كان صالح مهتماً بأن تستمر الثورة بعد استشهاده، وفي خطاب 2 ديسمبر فتح صفحة جديدة مع كل القوى الجمهورية، ومع الأشخاص والخصوم والجيران، وفي خطاب الوداع اختصر حكايته وقصة موته... ومات!

نصيحة لكل الجمهوريين:

لا تسمحوا لأحد أن يحرّف وعيكم عن القضية نفسها إلى سطر واحد في قصة تتألف من ألف سطر.

صالح قاتل الحوثي وفجّر ثورة، ومات ولم يستسلم.

القشيبي قاتل الحوثي حتى آخر لحظة، وقرر أن يموت ولم يستسلم.

الشدادي قاتل حتى آخر لحظة.

هؤلاء وأمثالهم هم إرثنا في معركة استعادة الجمهورية.

من صفحة الكاتب على منصة إكس