عبدالله إسماعيل
الإمامة الزيدية | مأساة اليمن بدأت بفكرة ولن تنتهي إلا بهزيمتها وتجريمها
في عمق المأساة اليمنية…
هناك جذر فكري يتكرر… منذ قرون.
فكرة قديمة…
تسللت إلى اليمن في هيئة كاهن غريب،
اسمه: يحيى بن الحسين الرسي طباطبا.
القادم من أرض فارس
لم يأتِ ليصلح،
بل جاء بمشروع سلالي عنصري…
ادعى التدين ليكرّس التفوق الطبقي باسم الخرافة،
ويستحل به دماء اليمنيين وأعراضهم باسم "الولاية".
ويبرر ابادتهم بفرية "كفر التأويل"
منذ أن دخل هذا الفكر العفن إلى اليمن…
لم تتوقف دورة الدم، ولم تتوقف المعاناة.
لم تكن الإمامة يوما مشروع حكم رشيد،
ولم تحقق مأثرة تاريخية… أو إنجازا معتبرا.
بل كانت ولا زالت آلة قمع،
تقتل، وتنهب، وتقصي.
وكل إمام جاء بعد الرسي،
سار على نفس الطريق… وبنفس المذهب… ومارس نفس الجرائم.
حتى وصلنا إلى الحوثي…
نسخة حديثة من ذات الكهنوت الزيدي،
يرتدي عباءة "الوطنية"،
ويستخدم شعارات "التحرير".
طوال أكثر من ألف عام،
ثار اليمنيون عشرات المرات على الإمامة الزيدية.
أسقطوا دويلاتها،
أسسوا دولًا يمنية قوية.
وبلغوا ذروة الوعي بثورة 26 سبتمبر 1962،
حين أعلنوا نهاية الإمامة… وبداية الجمهورية.
لكن الخطأ…
أننا لم ننهِ الفكرة.
لم نحاكمها.
لم نجرّمها.
بقيت الزيدية الهادوية حاضرة في التعليم…
في الخطاب الديني…
وفي فراغات الثقافة والسياسة…
فراغات استغلتها لتتآمر وتخطط للعودة.
في مشهد تكرر مئات المرات…
في ظل ذاكرة يمنية مثقوبة،
وتسامح يصل إلى درجة السذاجة… والغفلة… والغباء.
وهكذا،
انبعثت الزيدية الهادوية من جديد…
في صورة إمام زيدي جديد… لقبه هذه المرة "الحوثي".
نحن لا نهاجم مذهبا فقهيا…
بل نقاوم مشروعا كهنوتيا عنصريا…
قائما على التمييز السلالي.
مشروع لا يعترف بالقانون،
ولا بالمواطنة،
ولا بأي عدالة.
لهذا نكتب…
ونكشف…
ونواجه.
حتى لا يعود حوثي جديد بعد هذا الحوثي،
وحتى لا تلد الإمامة الزيدية أبناءً آخرين ينهشون جسد اليمن.
معركتنا اليوم… ليست فقط في الجبهات،
بل في العقول… والضمائر.
ضد فكرة تقسم الناس طبقات،
تمنح فئة حقا إلهيا مزعوما في الحكم،
وتحرم باقي اليمنيين من كرامتهم وحقوقهم.
الحديث عن الزيدية الهادوية… وجرائم أئمتها…
ليس تحريضا… بل صحوة متأخرة، وضرورة وطنية ودينية.
من صفحة الكاتب على منصة إكس