د.محمد بن عيضة شبيبة
تُبّع الحميري.. الجذر الأول للهوية الإيمانية اليمنية
منذ وقت مبكر كانت الهوية اليمانية الإيمانية يوم أن بذرها المَلك العظيم تُبع الحميري اليماني الذي آمن بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعثه الله بأكثر من سبعمائة سنة وقال في ذلك شعرًا كتبه بيده وتوارثه أولاده وتناقله أحفاده الأوس والخزرج حتى كان هذا الشعر في بيوتهم وفي واقعهم وحياتهم كالنشيد الوطني يرددونه ولا ينسونه، وأستقرت تلك النسخة الشعرية المكتوبة بخط ملكهم تُبع في بيت أبي أيوب الانصاري رضي الله عنه وكانت عنده حتى بُعث النبي صلى عليه وسلم،
وسبب ذلك أن الملك تُبع الحميري قرأ التوارة قبل أن تُحرّف ووجد فيها خبرا عن صفة النبي أحمد الذي سيُبعث في آخر الزمان..، فآمن به مع أنه لم يُعاصره أو يراه وتمنىٰ لو يراه حتى يكون وزيره أي يؤازره ويحمل عنه الأثقال وقال في ذلك أبياتا من الشعر :
شهدتُ على أحمدٍ أنه * رسول من الله باري النسم
فلو مُد عمري إلى عمره * لكنتُ وزيرا له وابن عم
وجاهدتُ بالسيف أعداءه * وفرَّجتُ عن صدره كل هم
ولأن الملك تُبع كان هو المؤسس لهذه الهوية الإيمانية اليمنية فقد بارك الله له في أحفاده ولم يضيع جهده أو تندثر هذه العقيدة بكفر قومه في عصره بل حفظها الله له وأتت ثمارها في أحفاده الأنصار الذين هم "الأوس والخزرج" فكانوا الأسرع في الإيمان برسول الله وحمايته، والأكثر تضحية معه لنشر دينه في أرجاء المعمورة وأصقاع الأرض رضي الله عنهم وأرضاهم.. وقد نهىٰ النبي عن لمز الملك الحميري تُبع اليماني فقال ﷺ: « لا تسبوا تُبعا فإنه قد كان أسلم ».
وسار على عقيدته عقيدة التوحيد أهل بيته قال السهيلي: وذكر ابن أبى الدنيا فى كتب القبور أن قبرا حفر بصنعاء، فوجد فيه امرأتان معهما لوح من فضة مكتوب بالذهب وفيه: هذا قبر لميس وحنىٰ ابنتي تبع ماتتا، وهما تشهدان أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعلى ذلك مات الصالحون قبلهما.
والملك تُبع هو أول من كسىٰ الكعبة وصنع لها بابا ومفتاحا ورتب مداخلها ومخارجها ونظم الدخول إليها رحمه الله ورضي عنه ،
ثم يأتي اليوم الحوثي وخطباؤه فيزعمون أننا بلا هوية، ويصفوا اليمنيين من على منابرهم بأنهم كانوا بلا أخلاق ولا قيم ولا آداب وأنه لولا من يسمونهم الهادي والمتوكل، وشرف الدين لبقوا في الانحطاط الأخلاقي المزعوم الذي نسبوا اليمنيين إليه وقذفوا به أعراضهم ونساءهم كذبا وحقدا وتشويها .
من صفحة الكاتب على منصة إكس