م. مسعود أحمد زين

م. مسعود أحمد زين

تابعنى على

حضرموت الجنوب والشمال.. وضوح الاصطفافات

منذ 45 دقيقة

بنظرة متفهمة للحالتين، كشفت التطورات العسكرية الأخيرة في حضرموت والمهرة عن حالة موحدة من الشعور العام بالفرح لدى أبناء الجنوب، على اختلاف مشاربهم السياسية، باستثناء نسبة بسيطة مختلفة. وبالمقابل، كشفت عن حالة موحدة من الشعور بالأسى لدى أبناء الشمال، على اختلاف مشاربهم السياسية، باستثناء نسبة بسيطة تختلف عن ذلك.

هذا الفرز الشعبي والنخبوي التلقائي بين من يُفترض أنهم أبناء دولة واحدة(ج ي) تجاه حدث عسكري وسياسي كبير، يقدّم صورة واضحة عن وجود شعورين مختلفين بالانتماء، موزعين جغرافياً بشكل واضح، دون أي تمازج أو تداخل بين هاتين الجغرافيتين.

هذا هو الاستفتاء الاجتماعي الصادق دون أي تحوير أو تصنّع؛ إذ لا يمكن تزوير المشاعر الإنسانية. وهذا التباين الواضح يستوجب الاحترام من قبل صانعي سياسات الدولة، وتقديم حلول رشيدة تعيد تنظيم العلاقة بين الشعبين بشكل مفيد وإيجابي ومثمر، والخروج من المشروع السياسي الفاشل للوحدة الاندماجية.

قد يقول قائل إن الكل، من صعدة إلى المهرة، تجمعهم كثير من المشاعر الإنسانية الواحدة تجاه أحداث عامة. والإجابة: نعم، تجمع الكل مشاعر إنسانية واحدة، ليس وحدهم فقط، بل حتى مع شعوب أخرى في العالم تجاه أحداث عامة.

لكن ما حصل أمس واليوم في حضرموت والمهرة هو أمر يتعلق بالأرض والسيادة، وهو المعيار الأساسي لتحديد هوية أي شعب.

نقطة أخيرة للتوضيح: المتضرر الأساسي من تغيير المنطقة العسكرية الأولى هو الحاكم الفعلي اليوم في صنعاء، وليس حزب الإصلاح أو المؤتمر. وأتمنى أن تدرك نخب الشمال ذلك، حيث لا معنى سياسياً للمؤتمر أو الإصلاح إذا لم يحققا التواجد السياسي الحاكم في بلد المنشأ الذي وُلدا بين جماهيره (العربية اليمنية).

وإن أي تواجد جزئي في أي محافظة جنوبية لا يجلب لهما إلا مزيداً من التحديات، ويجعل وجودهما في حالة دفاع دائم لإثبات شرعية ذلك الوجود.

وعليه، فإن التطورات الأخيرة قد منحت هذه القوى السياسية فرصة مهمة لإعادة تقييم الموقف بقدر أوسع من الإلهام، وحسم الأولويات بالاتجاه الصحيح، حيث يجب أن يكون جهدهم حتى يستعيدوا التوازن السياسي المطلوب لهم، ويغادروا حالة انعدام الوزن الناتجة عن حساباتهم الخاطئة بالمراهنة على الحفاظ على أرباح الوحدة اليمنية، والتفريط برأس المال الذي جاؤوا منه: العربية اليمنية. وقد يخسرون الاثنين معاً.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك