رضية المتوكل

رضية المتوكل

التحريض ضد المنظمات يعيق العمل الإنساني

Friday 10 August 2018 الساعة 07:55 pm

منذ بداية الحرب، عمدت مختلف أطراف النزاع في اليمن على التحريض ضد المنظمات الإنسانية التي تعمل في ظروف صعبة جداً وتصل بمساعداتها إلى ملايين الناس. يوجد من هذه المنظمات من فقدت عددا من موظيفها تحت نيران الحرب، وتعرضت مقراتها للقصف، وموظفوها للتهديد والاعتقال وكثير من المضايقات في مختلف المناطق، ومع هذا صمدت. وفي الوقت الذي انهارت فيه الدولة، وانعدمت فيه جميع الخدمات المحلية ومقدموها من عدة مناطق يمنية كالعلاج والأكل والشرب والتعليم بقيت هي تحاول أن تسد الفجوة وتلفت النظر للمأساة الإنسانية، والتي أعلنت هذه المنظمات أنها أكبر مأساة إنسانية في العالم مؤكدة أنها من صنع الإنسان.

تختلف المنظمات الإنسانية في عملها عن المنظمات الحقوقية، فمهمتها ليست مواجهة أطراف النزاع ولا رصد الانتهاكات، وإنما إيصال المساعدات والخدمات للمحتاجين. هذه إحدى بديهيات العمل الإنساني ويعرفها من يقرأ ألف باء هذا العمل فما بالك بمن يدعون أنهم ينخرطون في ذات العمل.

الجديد اليوم أن حفلة التحريض ضد هذه المنظمات الإنسانية امتدت من أطراف النزاع إلى مجموعة من الشباب والشابات الذين يفترض أن لديهم ما يكفي من العلم والمعرفة لعدم الانخراط في ذلك.

الغريب في الأمر أن هذا التحريض وهذه اللغة الغريبة جاءت على إثر الحادثة التي كان للمنظمات الإنسانية دور أساسي في إيصالها للعالم ورفع اللهجة ضدها. والحادثة هي قصف التحالف لحافلة في صعدة مليئة بالأطفال وقتل وجرح العشرات منهم. بدلاً من أن يأتي الغضب من السعودية ضد تلك المنظمات جاء ممن يدعون أنهم غاضبون من السعودية، ولكنهم في غمرة ذلك نسيوا السعودية وصبوا جام غضبهم على المنظمات الإنسانية.