مصطفى منصر

مصطفى منصر

المؤتمر.. 36 عاماً من النضال والإنجاز

Friday 24 August 2018 الساعة 03:52 pm

شكل ميلاد المؤتمر الشعبي العام في الرابع والعشرين من أغسطس 1982 علامة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر، وذلك بالنظر إلى طبيعة المرحلة التي شهدت انبلاج فجر هذا التنظيم الرائد على يد القائد المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح، رحمه الله.

ولأنه جاء من صفوف الشعب وواحداً منهم، لم يتخل عنهم طوال حياته في كل الأحوال، رافضاً كل المغريات المعروضة أمامه للتنازل عن أحد مبادئه لا أكثر.. إلى أن استشهد في ديسمبر الماضي.

ففي ظل القيادة الحكيمة للزعيم، قام المؤتمر بترسيخ مبادئ النظام الجمهوري، وأسس دولة النظام والقانون، وناضل في طليعة شعبه من أجل تحقيق أغلى الإنجازات الوحدة المباركة.

أي أننا بعد ثماني سنوات من تأسيس المؤتمر دخلنا مرحلة اليمن الموحد، وما كان لنا أن ننعم بهذا الحلم لولا المؤتمر صانع التحولات الكبرى على الأرض.

ولمن يقرأ التاريخ ويتعمق في تفاصيله يجد أن تأسيس المؤتمر ليس ببعيد عن ذكرى ولحظة الميلاد الحقيقي لليمن وأهم حدث في تاريخه وهو ال17 من يوليو الذي احتفل بمناسبته الغالية قبل أسابيع.

لقد كانت البلاد بحاجة إلى شخصية قيادية تبعد عن اليمنيين شبح الخوف على مستقبلهم نتيجة لخلو كرسي الرئاسة وتهيب الكثيرين من الاقتراب منه وتفكيرهم في كيفية الابتعاد منه قدر الإمكان خوفاً على حياتهم. بل إنهم راهنوا على أن مصير الواصل إليه سيكون الاغتيال أو النفي أو السجن، ولا خيار آخر غير ذلك.

غير أن المقدم علي عبدالله صالح غيّر المعادلة وقبل ترشيح مجلس الشعب التأسيسي، آنذاك، له ليكون أول رئيس يمني يصل للحكم عن طريق الانتخابات وليس بقوة السلاح وعلى ظهر دبابة، حيث قبل ترشيح وانتخاب مجلس الشعب التأسيسي له رئيساً آنذاك.

لقد حمل الشهيد علي عبدالله صالح على كاهله مسئولية إخراج البلاد من دوامة العنف، إذ عمل جاهداً على توحيد القوى السياسية اليمنية (المتصارعة).

أدرك الزعيم الصالح -رحمه الله- مبكراً أن بقاء تلك الأحزاب والقوى تعمل في السر يعرض الوطن للمخاطر، خاصة أن هناك أجندات لأطراف دولية وإقليمية تشتغل على وتيرة التباينات بين القوى السياسية القومية واليسارية واليمينية... الخ.
جاء المؤتمر الشعبي العام ليضع حداً لما يمكن تسميته مجازاً "حالة الانفلات السياسي".. وبالتالي توحد الجميع تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام، وانصرفوا إلى بناء اليمن في المجالات كافة، وبدأت دولة المؤسسات تنمو وتدور عجلة التنمية ويتمكن الوطن من الاستفادة من خيراته وثرواته.