نجيب غلاب

نجيب غلاب

تابعنى على

انتفاضة (2 ديسمبر).. صوت الصف الجمهوري

Friday 30 November 2018 الساعة 07:11 pm

شكلت انتفاضة الثاني من ديسمبر أهم نقلات التحول في مناطق سيطرة الحوثية، وكانت التحرك الذي عبر بوضوح تام عن الغضب المكبوت لدى الصف الجمهوري الذي حاول التمسك بمؤسسات الدولة لإعاقة احتلالها بالكامل من قبل الكهنوتية.

واتسمت رسالتها بالوضوح بأن عوامل الاتفاق داخل الصف الجمهوري عميقة وقوية.

لذا كانت الانتفاضة إعلاناً شاملاً بصحة موقف الصف الجمهوري المقاتل للكهنوت.

كما تميزت انتفاضة الثاني من ديسمبر بسمو أهدافها المركزية وفي مقدمتها التسامح داخل الصف الجمهوري والاعتماد على التحالفات الموحدة للإرادة الوطنية، بل إنها تبنت تصفير الصراعات بين اليمنيين للخلاص من الكهنوتية الحوثية.

ومهما واجهت من دعايات مضادة فإن صوتها المتسامح واضح وتقاوم أي انفعالات لإعادة إنتاج الأخطاء.

ولذلك كان يوماً عظيماً الثاني من ديسمبر ويوماً يمانياً وعربياً مجيداً وتصحيحاً لطبيعة إدارة المعركة.

ومآلاته اليوم أوضح من عين الشمس، وننتظر انتفاضات الأحرار الأسرى وغيرهم في مناطق سيطرة الحوثية.

فالمقاومة بالكلمة اليوم، كما تتجلى في كل بيت يمني للحوثية، مؤشر واضح أن يوماً يمانياً عظيماً آخر سيكون.

لذا يحق لنا القول إن انتفاضة الثاني من ديسمبر شكلت الفعل الطبيعي وما قبلها مقاومة خارج سياق الإجماع واجتهاد خاطئ حتی وإن كانت اجتهادات حماية جمهورية من جماعة ديسمبر لم تحقق نتائجها بفاعلية.

وندرك جميعاً أن التيارات الأيديولوجية المتطرفة أياً كانت المنهجية الحاكمة لوعيها وطبيعة الاتجاهات المعتمدة لتسيير صراعاتها اليومية والاستراتيجية، عادة ما تنتج تناقضات سلبية غير وظيفية للتقدم وتفجر نزاعات عبثية وصراعات بلا جدوى وعادة ما تخسر قبل غيرها وفي الغالب تقع الشعوب ضحية إن سمعت لها وصدقتها.

والقمع الشامل ضد الشعب والدولة والمجتمع والأفراد الذي استخدمته الحوثية بأبعاده المعنوية والمادية أوصلها إلى هاوية الفشل.

ولهذا يتنامى الغضب في المناطق غير المحررة والتي تحتلها بأدوات عنفها القهرية والإرهابية.

وأصبحت الحوثية تتكسر يومياً بأدوات عنفها، ومشروعها ينهار لصالح لصوصية متوحشة بلا ضمير.

وفي المقابل نجد أصوات الأحرار في مناطق سيطرة الحوثية تتعالى يومياً وتتحدى لصوصيتها وكهنوتها ويواجهونها بالكلمة غير مبالين بالتهديد وبأدوات القمع الشاملة.

وكلما زاد قمع الحوثية للأحرار اتضح مدى فشلها وعجزها عن حماية جريمتها التي تشعبت واتسع نطاقها لتمس أضرارها كل يمني حتى من معها.

صدمات متلاحقه تواجهها الحوثية، وستجدون الكثير ممن كانوا يؤيدونها ومتطرفين في تبني شعاراتها وخطابها انقلبوا ضدها ١٨٠ درجة.

وباتت "الحوثية " تدرك أن الغالبية العظمى في مناطق سيطرتها يكرهونها وينتظرون اللحظة المناسبة للخلاص منها.

* من صفحة الكاتب علی (الفيس بوك)