فتحي الباشا

فتحي الباشا

تابعنى على

الحوثي يحتفي بالموت والدمار!

Thursday 24 January 2019 الساعة 07:34 pm

‏يعتقد السيء عبدالملك الحوثي أنه ما زال قادرا على المناورة للنفاذ بمشروعه الرجعي المتخلف، بينما اليمنيون ممن تقطعت بهم السبل في مناطق سيطرته يفرون من فساد وإرهاب مليشياته برمي أنفسهم من أسطح المباني، أو الذهاب للمجهول في أكبر موجة نزوح "داخلي، خارجي" في تاريخ اليمن منذ قرابة 4000 سنة.

مصر وحدها تحتضن منذ انقلاب المليشيا 2014م مليون نازح يمني.. فيما سيء الكهف ومليشياته يحاضروننا عن العزة والكرامة!

وفي متوالية دم وصيرورة صراع لا يبدو أنها ستنتهي يحتفي الحوثيون بآلاف من قتلاهم لحشد المزيد منهم لمحارق جديدة، وتكبيل تيارهم السياسي المنخرط في المشاورات بالمزيد من الضغوط عن "الشهداء، أسرهم، التضحيات".. ورفع سقف المطالب قبل الانخراط في أي تسوية سياسية.. ما يعني انهيار فرص إحلال السلام وتصاعد وتيرة الحرب والدماء.

وللحوثيين ولكل ذي عقل وقلب الوقوف على حال اليمن بين زمني 2013 و2019، والإجابة على هذا السؤال: علی ماذا يحتفي الحوثيون؟!

لقد ساقت المليشيا أنصارها لمحارق مفتوحة وحروب عبثية لا تعني مصالح اليمنيين ومتطلباتهم بصلة، قتل الحوثيون بالمئات في معارك خاضوها في العاصمة صنعاء وعدن ولحج وشبوة وأبين والضالع وتعز وعمران، قبل سنوات وأشهر من إعلان العرب تشكيل تحالف عسكري لإنهاء الانقلاب ودعم استعادة الشرعية.

ثم جاءت بعد كل مستنقع الدم الذي قادت البلاد إليه لتحدثنا عن شهداء وملاحم وطنية ومآثر تاريخية!

والواقع أنها هي من اعتدت على الشعب اليمني وسفكت شلالات من الدماء لفرض وهم وادعاء الولاية وتحقيق المطامع الإيرانية في اغتصاب العاصمة العربية الرابعة، وتريد من باقي اليمنيين الاحتفال والاحتفاء بأسبوع قتلاهم وسط بركة الدماء والاشلاء والدمار والخراب هذه.

قبل أن يخرج سيد الكهف من مخبئه في صعدة.. كانت اليمن دولة كاملة السيادة، كان لدينا حكومة وشعب وجيش وأمن واقتصاد وحوار وطني وديمقراطية وعملية سياسية 
ورواتب وكهرباء ومياه وصرف صحي، إلى ما هنالك من مؤشرات وجود الدولة.

والمطلوب من مليشيا الحوثي وهي تحيي ما تسميه أسبوع الشهيد، وتتحدث عن آلاف سقطوا من أنصارها أن تذكرنا، لماذا انقلبت علی الدولة والحوار الوطني بمزاعم الجرعة والشراكة؟ ثم عادت لتمارس أعتى صنوف الفساد والاستبداد، ولماذا فجرت هذه الحرب أصلا قبل أشهر من انطلاق عاصفة الحزم إذا كان المبرر ما تعتبره عدوانا وتدخلا خارجيا؟
ومن الذي فوضها للدفاع عن اليمن وتحديد مصالح اليمنيين؟ ولماذا سكبت أصلا كل هذه الدماء (ما الداعي)؟ وما الذي أنجزته هذه الحرب التي فجرتها "لتحتفي بها" غير كل هذا الفساد والدمار والدماء والخراب؟!

الحوثي لاعهد له

قبل توجه وفد الحكومة الشرعية والمليشيا الحوثية لمشاورات السويد في الشهر الماضي، كان الطرفان قد وافقا مبدئيا على تبادل الأسرى.. ضمن إجراءات إعادة بناء الثقة بين الطرفين وتم الاتفاق في السويد على قاعدة (الكل مقابل الكل).. وحدد برنامجا زمنيا كان المفترض أن ينتهي يوم 21 يناير الجاري.

إلا أن مماطلة ومراوغة الحوثي دفعت المبعوث الأممي للترتيب لعقد جولة جديدة من المشاورات في 17 يناير بعاصمة الأردن، انتهت بتبادل الملاحظات حول القوائم التي سلمت في السويد.. والاتفاق على اجتماع جديد في جزيرة واق الواق لتبادل الردود على هذه الملاحظات.

الغريب أن مليشيا الحوثي أدارت ظهرها لكل هذه التفاهمات والالتزامات أمام المجتمع الدولي والرأي العام الداخلي، وخرجت عبر تصريحات لقياداتها واعلامها لمساومة وابتزاز المملكة العربية السعودية بأحد المختطفين الذي قالت إنه "بحالة صحية سيئة".. وكأنها تبحث عن صفقات وتسويات خاصة.. وتتجاهل مأساة 15 ألف يمني في المعتقلات نصفهم من أنصارها.

* جمعها (نيوزيمن) من بوستات للكاتب علی صفحته في (الفيس بوك)