يحيى الهادي

يحيى الهادي

أخبروني عن إنجازاتكم الفبرائرية.. أحدثكم عن فسادنا العفاشي!

Sunday 10 February 2019 الساعة 10:26 am

سأتحدث معكم من وجهة نظركم الثورية، وفق ما تحبون تسميتها، رغم أنها لا تليق بكم كشباب نقي مخلص محب لوطنه، لولا أن ركب موجة تطلعكم الفاسدون لكنتم وصلتم لما تطمحون إليه، وهذا ليس كلامي، بل كلام الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، رحمة الله تغشاه، عندما جاء وتحدث اليكم من حرم جامعة صنعاء قائلاً بالحرف "أيها الشباب.. أعرف أن نواياكم سليمة، ومطالبكم محقة، ولكن هناك من ركب موجة مطالبكم ليفسدوها، لأنهم هم الفاسدون.. فشكلوا لكم كياناً كي أسلمكم السلطة وتقودوا بلدكم نحو الأمان بروح ودماء جديدة"..

قالها في بداية أحداث الربيع المتساقط الذي أسقط اليمن واليمنيين.. والكثير من الشباب الواعي عرف معناها وقال فاتتنا فرصة لن تعود، وعرف أن ما بعد لن يكون كما قبل..

نعود إلى حديثنا، سأحدثكم عن فسادنا لتحدثوني عما تحتفلون به من إنجازات على مدى ثمانية أعوام..
أحدثكم عن التعليم بمختلف مراحله ومستوياته وتخصصاته وفروعه..

فعلى المستوى الأول في المدارس والتعليم الأساسي، تشير التقارير إلى التطور الذي شهده التعليم في اليمن حتى العام 2010 بارتفاع ميزانية التعليم من تسعة وثمانين ونصف مليار ريال عام ألفين إلى مئتين وستة وثمانية مليار ريال عام 2010، وتشييد أكثر من خمسة عشر ألف مدرسة أساسية وثانوية، بلغ عدد الملتحقين بها أكثر من أربعة ملايين وثمانمائة ألف طالب سنويا في مختلف المراحل..

في التعليم الجامعي، وصل عدد الجامعات الحكومية فقط تسع جامعات وصل عدد الملتحقين بها أكثر من مائتين وثلاثة آلاف طالب وطالبة في عدد من التخصصات، فيما بلغ عدد المعاهد الفنية والمهنية والتقنية 71 معهداً، وعدد الملتحقين بها أكثر من واحد وعشرين ألف طالب وطالبة.. هذا فساد أول في مجال التعليم.

الفساد الثاني، في مجال الطرق ومجال النقل بشكل عام، والذي يعد الشريان الحيوي الذي ربط اليمن ببعضه، وربط اليمن بمحيطه الإقليمي والدولي جوا وبرا وبحرا، حيث كنا نمتلك ثلاثة عشر مطاراً، خمسة منها دولية.. وست موانئ بحرية وثلاث موانئ رئيسية لتصدير النفط وميناء لتصدير الغاز وثماني موانئ بحرية محلية، إضافة إلى امتلاكنا أربع موانئ برية كان الجميع يتنقل فيها ومنها وإليها بكل أريحية وسهولة دون أن يعيقه أحد.. كما وصل طول الشبكة للطرق في إحصائية لعام 2010 إلى أربعة وثلاثين ألفا واربعمائة وسبعة وأربعين كيلو مترا أي بواقع نمو ثلاثة وأربعين بالمية من عام 2005 حتى 2010..

الفساد الثالث، المواصلات أو شبكة الاتصالات والتي بلغت إلى أغلب القرى والأرياف اليمنية وعدت وزارة الاتصالات من أنشط الوزارات بمدها خطوط الهاتف إلى أغلب القرى بسهولة وجمعت الأهل والاحباب للاطمئنان على بعض، وطوت زمن المكاتيب والرسائل مع المسافرين، كما شهد القطاع الخاص أيضا فرصة للمنافسة وافتتاح شركات خاصة للهاتف النقال.. كل هذا لن يكون ليأتي في ظل غياب دولة.. وهذا في زمن دولة الفساد وفق منظوركم.

الفساد الرابع، الطب رغم قصوره لكنه شهد هو الآخر نقلة فلا تكاد توجد محافظة ليس بها مستشفيات حكومية ولا مديرية لا يوجد بها مستشفيات، بل وصل الأمر الى بعض القرى للوحدات الصحية للحالات الطارئة، حيث بلغ عدد المنشآت الطبية حتى 2006 اكثر من أربعة آلاف منشأة صحية حكومية بينما بلغ عدد المستشفيات الخاصة مائة وخمسة وأربعين مستشفى موزعة في عموم اليمن..

عن الفساد الخامس، الكهرباء رغم الجور الذي لاقته والظلم من قبل البعض، محاولين القيام بأعمال لإفشال الحكومة والصاق التهمة بها في التخريب رغم انه لا يعقل ان حكومة توجد المشاكل والعتاب لها بنفسها لكن وعلى الرغم من كل ذلك فقد شهدت الكهرباء نقلة نوعية وتحديدا بعد افتاح غازية مارب شهدت نقلة نوعية بواقع اكثر من الف وخمسمائة ميجاوات عام 2010 حتى وصلت الى اغلب القرى والارياف في الكثير من المحافظات..

الأرقام كثيرة والواقع أكثر من الأرقام لو وجدت المصداقية من أجل الوطن وليس الأحقاد لأن الأحقاد هي من جعلتنا نفقد كل هذا وفي مقدمة كل ذلك الامن والأمان والاستقرار الذي كنا ننعم به، فكان المسافر يسافر من حضرموت حتى المحويت وحجة شمالا دون ان يمسه شيء، او يخاف على نفسه من تقطعات وغيرها.. وعندما وجد الحقد فقدنا كل ذلك بل وللأسف القلب يتقطع ألماً عندما تجد شباباً حرياً بهم ان يكون حملة بناء واعمار يحملون معاول الهدم والتدمير لكل جميل في بلدهم..

هذا هو التاريخ وهو بين أيديكم، وذاك هو فسادنا العفاشي.. فأروني نجاحاتكم التي تحتفلون بها للعام الثامن ما هي.. لنفرح سوياً بها؟!!