محمد أنعم

محمد أنعم

تابعنى على

هل يكون ما يجري نهاية لعبث إيران وأدواتها بالمنطقة؟!

Friday 14 June 2019 الساعة 09:04 pm

أطلق الرئيس الأمريكي ترامب، الجمعة، تحذيراً شديداً لإيران وأدواتها بالمنطقة، أكد فيه أن مضيق هرمز لن يغلق، وإن حدث فلن يستمر ذلك طويلاً. جاء هذا عقب الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان.

وفي مضمون هذه الرسالة تتضح خطورة الأوضاع في المنطقة والتي تضعها أمام مفترق طرق، ومتغيرات ترسم ببيادات الجيوش، سيما وأن الرئيس ترامب قد اتهم، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، إيران بالهجوم الذي تعرضت له ناقلتا نفط صباح الخميس في خليج عمان.

وترك ترامب، الذي يشن حرباً اقتصادية على النظام الإيراني، كل الخيارات مفتوحة بعد الهجوم على الناقلتين، ففي رده على سؤال بشأن كيف يعتزم التعامل مع طهران ومنع تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلاً؟ قال ترامب: (سنرى).

إذاً، المنطقة تتجه نحو الخيار العسكري، وهو اتجاه لا مفر منه في ظل التداعيات العسكرية التي تشهدها المنطقة بشكل عام، خاصة وأن بريطانيا دخلت مع أمريكا على نفس الخط، وبالتأكيد لن يكون هناك موقف دولي يمكن أن ينقذ النظام الإيراني وأدواته في المنطقة من عمل عسكري، إلا إذا قبل النظام الإيراني بالعودة إلى طاولة الحوار ليعلن استسلامه.

المنطقة بحاجة للتحرر من العبث الإيراني، وهناك إجماع عربي وإسلامي، كما أكدت قمم مكة على أن إيران تمثل خطراً على أمن واستقرار دول المنطقة والأمن والسلم الدوليين والملاحة البحرية، كما أن أدوات إيران باليمن ولبنان والعراق وغيرها تقوم بإشعال حروب بالوكالة عن الحرس الثوري الإيراني، كما يحدث اليوم في استمرار الاعتداءات التي تنفذها عصابة الحوثي على السعودية والملاحة الدولية في باب المندب وجنوب البحر الأحمر.

لقد فشلت كل المحاولات التي بذلتها دول المنطقة لإقناع إيران بوقف تدخلها السافر والمباشر في الشئون الداخلية لدول المنطقة وتمويلها للجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والإعلام... وغيرها، وخلال السنوات العشر كشر ملالي حوزات إيران عن أنيابهم والتهموا العراق وسوريا ولبنان وأخيراً اليمن، وأدرك العالم أن كل مآسي شعوب المنطقة تقف خلفها إيران.

إن حل مشاكل المنطقة مرهون بتغيير النظام الإيراني، فالأزمة والمأساة الإنسانية في اليمن تقف وراءها إيران التي تتخذ من الحوثيين فرعاً للحرس الثوري في جنوب الجزيرة العربية، وظلت هذه الجماعة تنسف كل الجهود الدولية لحل الأزمة في اليمن لأن طهران تستخدم اليمن كورقة لتساوم بها في أي حوار حول ملفها النووي.

التداعيات الأخيرة في خليج عمان واستمرار اعتداءات الحوثيين على السعودية تضع المنطقة أمام عملية تغيير ضرورية لوقف نزيف الدم والعبث بالأمن والاستقرار بالمنطقة والملاحة الدولية والسلم الدولي.

وإذا كانت بالأمس قد هوجمت ناقلات النفط في خليج عمان، بالتأكيد فالحوثيون الذين يسيطرون على مدينة الحديدة وموانئها سبق أن هاجموا ناقلات نفط في باب المندب وجنوب البحر الأحمر، ما يعني أن اليمن لن تكون بعيدة عن المعركة العسكرية، والقضاء على أدوات إيران وما تمثله من تهديد ضرورة لوقف الخطر الإيراني الذي يهدد بإحراق المنطقة والأمر نفسه بالنسبة لحزب الله اللبناني الإرهابي.

لذا فإن تحرير مدينة الحديدة وموانئها من عصابة الحوثي يعتبر ضرورة قبل أي عملية عسكرية تنفذ ضد إيران، فالاعتداءات الحوثية المتواصلة على السعودية تعني بصريح العبارة أن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن لن تكون آمنة على الإطلاق، وهنا يكمن خطر إيران ليس في اليمن وإنما في لبنان والعراق... وغيرهما.