نبيل الصوفي

نبيل الصوفي

تابعنى على

"اتفاق الرياض" لحظة فارقة في تاريخ اليمن

Tuesday 29 October 2019 الساعة 08:06 pm

‫كان الزعيم صالح يقول: جنوب اليمن مقابل جنوب السعودية..‬‫ رحمه الله. اليوم السعودية تستعيد الجنوبيين.‬

‫صنعاء للحوثي، ويتولى حماية جنوبها، وجنوب اليمن يوقّع اليمنيون كلهم لها تشله، ويهنى..‬

‫لحظة تمكين لم يتوقعها أحد لآل سعود في اليمن، لو أحسنت الإدارة لأصبحت الدولة الأعظم.

لقد كسب الجنوب بعيدروس، وخسر الشمال بعلي محسن والإخوان وبقايا المؤتمر.

هادي لا دخل له، هو متعهد إحباطات واحدة، رجل وحدوي في سوئه -حفظه الله -.

فرق كبير بين ممثّل قضية، ومن يبحث عن "مصالحه المباشرة والخاصة".. فردية أكانت أم جماعية.

الإخوان، كما قال عنهم الزعيم، مدرسو تجويد، وعلي محسن أيضاً: كل ما يهمه هو الصرفة..

أما رشاد العليمي، فهو يسأل: أيش تشتي السعودية؟

فإذا كانت تريد عملاً، روح البيت يعد زلطه ويرتب خطة متاجرة بالعمل هذا، وإن تريد وساطات ونشاطاً سريّاً حرك تلفونه.

أما سلطان البركاني، فهو ضد إخوان اليمن ولكنه مع إخوان السعودية..

قد يكون موفقاً لخدمة يمن الجنوب، حيث سيمكّن الجنوب من دولته كرئيس لمجلس نواب دولة ما بعد اتفاق الرياض.. أما الشمال فلديه رئيس نواب خاص به.

اللهم احفظ الجنوب، ووفق سعودية ولي العهد لتغيير قواعد عملها وتغيير حلفائها وأدواتها بما يخدم السعودية ويخدم الجنوب.. أما الشمال لا يزال موضوعه مطولاً، وليس لديه أي مدخل جاهز.

وحتى إن تولى الحوثي حماية الحدود الجنوبية للسعودية، فإنه سيبقى عدواً للاستقرار الوطني شمالاً كما كان الإمام أحمد حتى تنجح الثورة عليه.

وبالنسبة لموقفي من اتفاق الرياض، فسيتحدد على اسم وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان العامة.

لي كمواطن من الشمال، ينتمي للمقاومة الوطنية ويعيش هناك بالقرب من جبهات المواجهة في الساحل الغربي، فإنّ حماية الجنوب هو أول الواجبات التي إن تحققت فإنّ اتفاق الرياض سيكون تاريخاً عظيماً لعهد جديد من مسار العلاقات السعودية الخليجية اليمنية.

وثانيها إعلاء شأن جبهات مواجهة الحوثي شمالاً.. بالحرب أو بالسلم.

ولكن في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ اليمن:

(تفوووووه) كبيرة في وجه الليبراليين واليساريين اليمنيين.

لقد حرّكهم الإخوان مثلما يلعب الأطفال بـ"حمار قوقو".. الحشرة التي تتحرك بصوت عدوها.

يفعل الإخوان السوء، ولكنهم يصيحون بأنّ خصمهم هو من يفعل هذا السوء، فيتجه الليبراليون واليساريون لمن أشار لهم الإخوان، فينتصر السوء.

يواصل اليساري والليبرالي خطابه متهماً الآخر بصنع السوء، ويدافع عن الإخوان.. وتستمر المهزلة.

جولة بعد جولة!

الوحدة.. السّيادة.. الانقلاب.. وكل العناوين التي هزمها تحالف الإخوان، فيما نخب الكشيفة يسيرون بعدهم كل مرة يتهمون طرفاً.. حتى انتهى كل شيء، أو يكاد.

أما الإخوان، لا أدري هل أشهد لهم بنجاح مخزن اللؤم، بحيث كل ما همهم هو بقاء الجماعة ولتذهب اليمن إلى الجحيم.. أم أنهم ظهروا في مستوى من الانحطاط الوطني بما لم يخطر على قلب بشر؟!!

هل هزمتهم الظروف، أم هم -أصلاً- من ساقوا الظروف لكي تحقق عليهم هذا النصر الفاحش، عن وعي وقصد؟