مروان الجوبعي

مروان الجوبعي

تابعنى على

نضال الضالع وآفاق استعادة النظام

Thursday 23 January 2020 الساعة 06:51 am

بعد انتصار الضالع في 2015، ذهبنا إلى مقر إقامة البيض في الرياض، مع مجموعة من الأصدقاء، ويومها حاول البعض أن يفهم ما هو مشروع ثوار الجنوب الذي سيطبق ابتداءً من الضالع ليكون نموذجاً.

أجاب البيض على تساؤلات الحاضرين بأن "الضالع بطلة، والضالع ثائرة، والضالع كان لها دور نضالي منذ طرد الاستعمار البريطاني إلى يومنا هذا".

أنا واحد من أبناء الضالع يومها ولم يعجبْني ما يقوله البيض، لأنه مجرد تهريج لا علاقة لها بالمشاريع السياسية التي يجب أن تكون عبارة عن أفكار وخطوات عملية لاستعادة دور النظام والقانون لضبط الفضاء العام واستعادة مؤسسات الدولة. كنت أنتظر أن يطرح البيض مشروعهم وأفكارهم التي سيقدمونها لمعالجة أوضاع هذه المدينة لكني لم أجد شيئا سوى بيع كلام وشعارات. 

قلت رأيي لأحد الأصدقاء تعليقا على ما سمعت، أجابني هو الآخر "نحن ندور على وطن كبير هو الجنوب وأنت مشغول بالضالع".

قلت له "يا عزيزي من فشل بأن يستعيد مؤسسات الدولة بمدينة صغيرة موالية له فكيف سينجح باستعادة الدولة بأكملها؟".

 كالعادة علق صديقي الفشل على شماعة الاحتلال!

ها هي الضالع بعد خمس سنوات من التحرير كالغابة بلا نظام يضبط إيقاع الحياة اليومية للناس ويؤمن ممتلكاتهم وأرواحهم!

على أبناء الضالع أن يعترفوا بأن الضالع المدينة يحكمها بلاطجة ولصوص وقتلة. 


يستثمر هؤلاء القتلة الثورة والنضال والجنوب والدين.. بعد ارتكاب الجريمة يختبئ القتلة خلف هذه الشعارات. 


هناك من أفتى بالمساجد والمنابر ثم أصبحت فتواه أفعالا تحصد أرواح أبرياء وتضرب مصالح المواطنين. فقتل فنان مسرحي وشرد المنظمات... الخ، ولم يسأل عن أفعاله الحقيرة بل هناك من دافع عنه واعتبر هذه الأعمال الإجرامية مقدسة!


هناك من يطلق التخوين والتحريض بالخطابات والمجالس فيقتل كما حدث مع الشهيد المهندس عبدالله والشهيد زكي السقلدي والشهيد محمد فضل وغيرهم. 


كانت بالماضي تعلق الجرائم على شماعة الاحتلال أما اليوم أصبح الجميع عراة بعد سقوط هذه الشماعة فتنسب الجريمة إلى المجهول الذي يعيش بأوساطنا ولا يكلف أحد نفسه للبحث عنه، حتى من يعرف هذا المجهول تمام المعرفة، يقف موقف المتفرج! 


هناك جرائم قتل وتصفيات تحدث اليوم في الضالع ويتم التستر عنها خوفاً على سمعة (مدينة الشهداء) كما يحب أن يطلق عليها البعض.. فيتم إخراج افتراءات وأكاذيب ودفن الحقائق!


وهكذا يكون القاتل محميا ومحصنا من الجميع ليمارس هواياته بطمأنينة، كما هي عاداتها، وتبقى تربة الضالع مبللة بدماء أبنائها التي يسفكها القتلة من كل الجهات.


 فكما قتل الشهيد سيف سكرة ببندقية العدو الذي أتى من شمال الشمال قتل ابنه ببندقية القاتل المحلي وكل قاتل أخطر من الآخر!


* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك