أحمد الجعدي

أحمد الجعدي

تابعنى على

آمال الحمار باخضرار الشاجبة..

Wednesday 12 August 2020 الساعة 02:46 pm

التمهيد الأول

ثورة لم تولد ولم تنته، وإنما سميت كذلك لأن المخرج أراد لها هذا الاسم، فذكر الجندي مثلاً شعبياً آنذاك وهو يخاطب ثوّار السيدة توكل قائلاً: "ما تخضر الشاجبة إلا قد مات الحمار" والشاجبة هي أطراف (الحول) التي بالعادة تستخدم كمرعى للمواشي، ومعنى المثل هو أن آمال الحمار تتحطم عندما يتجاوز الوقت الذي تحتاجه الشاجبة للاخضرار عمر الحمار نفسه، في إشارة منه إلى أن تحقيق الشعارات المرفوعة أكبر من طاقة الشعب وتحمله وذنبه على جنبه.. أقصد الجندي.

التمهيد الثاني
غرّد أحدهم ببؤس عن حال السياسي اليمني الذي يتقلّب في مواقفه بطريقة سريعة لا يمكن للذاكرة البسيطة أن تعجز عن إدراك الخلل فيها ولا عن تناقضها، لكن ما شدّني إليها هو انه انتقد السياسي اليمني الذي لم يعد موجوداً أصلاً، بل إن كلمة سياسة التي هي بالأساس علم لا يمكن أن تستخدم حالياً في وصف من يظهرون ممثلين للأطراف التي هي أيضاً لا يمكننا وصفها بالأطراف السياسة.

الأثر:

شعبٌ ما زال يتحدث عن ثروات بلاده وعظمتها في مواقع التواصل الاجتماعي، يصفق للجمهورية والخلافة وللإمامة ولحل الدولتين معدداً الإمكانات والثروات والخبرات بطريقة تشبه الإيمان والعقيدة عندما توقر في القلب وكلّ يؤيد المشروع من مربطه، عفواً من موقعه، لممثلين قلقين من التحولات والأحداث التي تتخطفهم يوماً لأقصى اليمين ويوماً لأقصى الشمال، يدور مع الزجاجة حيث دارت ويلبس للسياسة ألف لبسِ، مع أنه ليس سياسياً أكثر من كونه مدفوعا بقلق على الإيرادات الشهرية، لهذا تجاوزوا مفهوم السياسة للوصول للابتذال في مدح سفير المملكة لدى اليمن من أجل لقمة العيش.

هم أنفسهم من كانوا مع الجندي يمثلون السلطة، ثم تحولوا ثوّاراً ورفاقاً لتوكّل، ثم تحولوا لأكثر الكائنات مرونة في التفاعل مع الطبيعة وتحولاتها، وهو أيضاً الشعب نفسه في كل مراحله يقوم بإعداد قوائم من الثروات التي تتمتع بها البلاد والتي ستصبح يوماً ما واقعاً تدخله في جنّة عدن وعندما يستفيق في بلدٍ يحرّمُ فيه الخمر لا يجد ما يعزية بواقعه المأساوي سوى انفجار على طريقة بيروت أو وباء قادم من يوهان أو بصيص أمل بانتهاء الكوكب.