محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

المجلس الانتقالي وعملية إنقاذ الشرعية

Saturday 07 November 2020 الساعة 09:08 am

يدرك الجميع أن الشرعية غرقت في وحل فساد الإخوان وأسقطت أهم ركن فيها وهو الدفاع عن الناس ومصالحهم وعن الدولة والجمهورية، سلّمت زمام الجبهات وقيادة المعركة للحوثي، وانزوت خلف المتاجرة بها وبيع دماء المقاتلين وكأنها ماء اغترفوه من سد مأرب. 

الحرب لاستعادة الدولة تحتاج إلى قيادة حقيقية، ولا تحتاج إلى مهرطقين وشلة فاسدين، هذا الأمر أدركته قيادة المجلس الانتقالي وهي تخوض معركة تحرير الجنوب من الحوثي، وبعد أن انتصرت تفاجأت أن انتصارها كان جزئيا، وأن عدواً لا يزال يطعن الجنوب في الظهر باسم الشرعية، وكان لزاماً عليه أن يواصل المقاومة لدحر الإرهاب الإخواني.

لا يختلف اثنان أن الشرعية تتحرك حسب الأجندة الإخوانية، سواءً في الشمال أو الجنوب، ولا يوجد طرف سياسي وعسكري يمتلك القدرة على إعادة مسار الشرعية إلى الاتجاه الصحيح عدا المجلس الانتقالي، لأنه يمتلك القوة وشرعية المقاومة في الجنوب، ولديه رؤية واضحة يمشي عليها سياسياً وعسكرياً.

اختفت الأطراف السياسية أمام القضايا المصيرية، وتركت مركب الشرعية يغرق وقد نخره الإخوان بكل فسادهم، لم يقف أي طرف سياسي يواجه الإخوان وينتقد إدارتهم للشرعية التي أوصلت الجميع إلى قعر الهاوية، في خضم هذا الصمت المريب وقف المجلس الانتقالي في وجه هذا العبث، وكانت أول عملية لإنقاذ الشرعية تتمثل في كسر الإرهاب الإخواني في الجنوب 

لو أن المجلس الانتقالي ترك الجنوب للعبث الإخواني، والتزم الصمت كما فعلت بقية الأطراف الأخرى وهو يرى مركب الشرعية يغرق، لكانت الآن عدن تحت قبضة الحوثي، لكنه أدرك خطورة بقائه صامتاً، فتحرك سريعاً في كل الاتجاهات سياسياً وعسكرياً 

بعد أن كانت خطط الانتقالي الجنوبي محصورة في تحرير وحماية الجنوب، أصبحت الآن تنظر إلى تحرير صنعاء، هذا الأمر هو إعادة الشرعية إلى دورها الرئيسي، لكنه بحاجة إلى الوقت والجهد ليتمكن من إسقاط مخالب الإخوان التي تسيطر على الشرعية.

اتفاق الرياض إحدى وسائل المجلس الانتقالي لإنقاذ الشرعية، وبارقة أمل في تجاوز كل العثرات التي بناها الإخوان لإعاقة أي تقدم لتحرير صنعاء وإنهاء الحرب واستعادة الدولة.

ترتيب أوضاع الجنوب وتطبيع الحياة فيه يصب في مصلحة الشمال، باعتباره الانطلاقة الأولى التي حددت اتجاه الطريق نحو صنعاء، ولا يمكن استعادة الشمال من الحوثي بدون الجنوب، ولذلك يسعى "الانتقالي" إلى تهيئته وتنظيفه من بقايا الإرهاب الإخواني، واستئصال مخالبه المتشبثة بالشرعية.