أحمد الجعدي

أحمد الجعدي

تابعنى على

المثلث الكبير

Sunday 06 December 2020 الساعة 01:54 pm

قاموا برسم الأشكال الهندسية في محاولة منهم للقفز على الواقع في الجنوب وتجزئته فقالوا إن المثلث (يافع، ردفان والضالع) هم فقط من يريدون الجنوب في محاولة لخداع النّاس وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون.

خرج الجبواني مرّة وعيونه محمرّة يقول يا أصحاب القرية لا طاقة لكم اليوم بمحسن والخبره، فصفق له الإعلام الإخوانجي بكل أصنافه وتعدد أشكاله وألوانه، فامتدت القرية من المندب إلى المهرة وحتى سقطرة وظهرت أشكال هندسية معقدة وأشكال بلورية تجمعها روابط وطنية شديدة التعقيد يصعب فك شفرتها على الخبراء فكيف وهم (أي جنود محسن المجنّدة) فكيف بهم وهم المعروفون بالبلادة رياضياً وعسكرياً وحتى في فقه الواقع أثبتوا الفشل كل الفشل.

ولما عجزوا ويئسوا عن فهم الجنوب رياضياً وفقهياً وبكل غرابة وبطريقة يحكمها اللامنطق وبعد محاولات يائسة مع أبين وشبوة راحوا يطرقون أبواب يافع فقالوا يا أبناء يافع إن الضالع تكيد لكم كيداً فكيدون، فقالت لهم يافع نحن والضالع عظم بلا مفصل وهذا ما أخبرهم به المشوشي.

أراقبهم في مواقع التواصل يتذرعون ليافع مرة ويغازلون شبوة مرّةً أُخرى، يهاجمون الضالع تارة ثم أبين تارةً أُخرى بطريق قذرة ثم يحاولون تحييد حضرموت والمهرة، لأنهم يراهنون بهذه الطريقة عن إيجاد وطن شاغر بديلاً عن وطن سلبهم إيّاه الحوثي معتقدين أن طرقهم القذرة هي من تكفل لهم هذا الشيء.

ولأنهم يرون من الجنوب ما يراه الضفدع من السماء وهو في قعر البئر إذ إن السماء أي الجنوب أرضاً وإنساناً لا تحكمها الروابط القبلية كما تصورها ثقافتهم القبلية أو تركيبتهم الأيديولوجية، هم لا يفهمون إلى الآن لماذا قام أبناء الجنوب بتحييد شخصية بمثل مقام حسن باعوم وهو القديس بنظر كل جنوبي يعرف معنى قضية الجنوب.

وعليه فإنه أمام هذا العدوان الصلف المريض والجبان يتوجب على الجميع العمل بروح الفريق الواحد من أجل الجنوب، وعلى حلحلة كل القضايا التراكمية، فالبداية الجديدة والدماء الحرّة المتجددة التي تتدفق في أوداج الشباب كفيلة بحل المعضلات وتجاوز رهانات الإخونج وأصحاب الرؤية والقلق الضيّقين.

وعلى الكل أن يدرك أنه وحتى مجرد الإنصات لوساوس الشيطان خيانة لدماء قوافل من الشهداء من أيام بن همام وبارجاش وعبدالسلام الناخبي ومحمد ثابت الزبيدي وسلسلة طويلة تمتد إلى اللحظة التي أكتب فيها هذا المقال الصغير.