محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الآن.. لا بدّ من المعركة الكبرى لتحرير الشمال

Saturday 19 December 2020 الساعة 03:01 pm

يذهب البعض أن تشكيل الحكومة الجديدة سوف يقود الأمور إلى حل نهائي وشامل للحرب في اليمن وذلك عبر الحوار والدبلوماسية، هذه الرؤية وإن كانت حكومة معين الجديدة تعتنقها فإننا لن نخرج من هذا النفق المظلم، ولن يتخلى الحوثي عن إرهابه عن طريق الحوار مع بقية المكونات السياسية.

أي معركة قادمة للحكومة الجديدة لا بد أن تكون أولا اقتصادية وإعادة ترتيب الجنوب، ومنحه الاستقرار الدائم، لكن هذا لا يعني تهيئة لإسكات صوت البندقية في وجه الحوثي، مهما أعلن جريفيث عن إمكانية الحوار، لأن الحوار في ظل هذا الوضع القائم للشمال هو عبارة عن خداع وخديعة يمارسه غريفيث ومن ورائه الحوثي.

الشمال لا بد من استعادته عسكرياً، وأي قوة سوف تشارك في استعادته لا بد أن تكون متجردة من عناصر الإخوان، فلا يمكن أن نحصد ثمار المعارك نصراً والإخوان يشاركون، لأننا لن نحصد إلا الطعنات في خصر المقاومة تأتي من رماح الإخوان كما عهدناهم.

الترويج لحكومة من أجل الحوار مع الحوثي في ظل هذا الوضع العسكري الذي يصب في صالحه، هو خيانة بحق الشمال، ونرجو من أخوتنا في الجنوب رفض أي حوار دون تغيير موازين القوة في الشمال وكسر هيمنة الحوثي التي استمدها من الإخوان وفسادهم ومتاجرتهم بالمعارك في مأرب والجوف وغيرهما. 

الشمال سيبقى تهديداً إذا لم يتم تحريره من قبضة ذراع إيران، وغريفيث الذي يحمل أجندة وأهدافا تخدم إيران وذراعها في صنعاء، سوف يعمل جاهداً على إقامة حوار دون تغيير في موازين القوى، مما يجعل الحوثي سيداً على الشمال ومهدداً الجنوب بين اللحظة والأخرى.

الشمال لديه اليوم قوة ضاربة تتمثل بالقوات المشتركة والمقاومة الوطنية في الساحل الغربي، هذه القوة هي آخر ما يمتلكه الشمال، من قوة عسكرية حقيقية، مدربة، ومؤمنة بقضيتها العادلة، لذلك أي حديث حوار في ظل استعداد هذه القوة لتحرير الشمال، يعتبر حوارا لا يصب إلا في مصلحة الحوثي وإيران. 

سوف يلعب الجنوب دوراً محورياً في استعادة صنعاء، لطالما أعلن عن ذلك مراراً عبر المقاومة الجنوبية التي أذاقت الحوثي الويلات، هذا الأمر يجعل من تحرير الشمال مسألة وقت، بعد أن يتم قطع دابر الإخوان، وسحق الإمدادات التي تصل الحوثي عبر هذه الجماعة المارقة.  

التحالف العربي والسعودية أكثر الأطراف معنيون بتوجيه المعركة عسكرياً ضد الحوثي، بما أن اتفاق الرياض سيعيد الجنوب إلى دوره الريادي، لا بد أن تتجه كل الجهود نحو الشمال واستعادته، ومنح القوات المشتركة والمقاومة الوطنيه شرف قيادة كل الجبهات، بمساندة الجنوب والتحالف.