محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

حيمة تعز.. صوت استغاثة بين شهية الحوثي للقتل والخذلان الإخواني

Wednesday 13 January 2021 الساعة 08:35 am

عندما كان الجميع يقف أمام التلفاز يتابع تطورات المشهد الأمريكي، وردود الرئيس ترامب الشعبوية، واقتحام الكونجرس من قبل المتظاهرين، كانت ميليشيات الحوثي تستبيح منطقة حيمة تعز، بالدبابات والرشاشات وصواريخ الكتف، أُبيدت منطقة بأكملها وأُخضع الناس فيها بالقوة.

كانت أصوات الناس في حيمة تعز ترتفع مع كل تقدم لميليشيا الحوثي، صرخات الاستغاثة كانت تدوي في الجبال، لكن لا أحد يسمعها، انهارت قوى المقاومة فيها، بعد أن توسلت لجماعة الإخوان بأن تمدهم بالذخيرة وتعززهم بالمقاتلين المكدسين في معسكرات تعز، مع ذلك خذلتهم جماعة الخيانة والغدر والخذلان.

تنتشر معسكرات جماعة الإخوان في تعز، تشتعل هذه المعسكرات ليل نهار بالتدريبات القتالية لعناصر الجماعة، ولا أحد يعرف لماذا كل هذا التحشيد والتدريب للمقاتلين، ولم تستجيب الجماعة لنداءات مقاومة حيمة تعز واسنادها ودعمها بالذخيرة.  

حشود قتالية إخوانية، وتعز تحاصرها ميليشيا الحوثي، يختنق الناس في تعز من الحصار، وتقف تلك المعسكرات والحشود في حالة المتفرج المتلذذ بتلك المعاناة، مع كل ذلك يتساءل الناس لماذا جماعة الإخوان حولت تعز إلى معسكرات لمقاتليها، في الوقت الذي لم تقم برفع الحصار أو مساندة حيمة تعز..!!

تحولت حيمة تعز إلى ركام من الدمار والخراب، وتكدست أشلاء الأبرياء على الجبال، ورحل من بقي على قيد الحياة يبحث عن حياة بعيدة عن شهية الحوثي للقتل، تركوا المنازل والأرض وذهبوا بأوجاعهم وطعنة في ظهورهم سببتها جماعة الإخوان بخذلانهم.  

من بقي في المنطقة ورفض تركها، كحق له في الأرض والحياة، تم اخضاعه بقوة السلاح وشدة الموت، هذه الوسيلة الحوثية لخطف حرية الناس واستعبادهم، ولا يمكن أن يمنحوا الحرية لأحد، لأنهم يرونها سلاحاً سوف يطفئ شهيتهم للعبودية. 

إذا كانت معسكرات الإخوان في تعز لا يهمها رفع الحصار عن المدينة، ولا إغاثة ومساندة أي مقاومة ضد الحوثي في تعز، فلماذا كل ذلك التدريب والتحشيد، هل تخطط جماعة الإخوان لترك تعز وغزو الجنوب مرة أخرى، أم أنها تريد أن تذهب إلى الساحل الغربي وترك المدينة للحوثي، أما أن هناك نوايا أخرى لا يعرفها الناس؟!

حيمة تعز ستبقى وصمة عار في صفحة جماعة الإخوان، هذه الصفحة التي امتلأت بوصمات الخذلان والخداع والمكر، لن يغفر التاريخ لهذه الجماعة التي وقفت حجر عثرة أمام أي تغيير إيجابي في اليمن، ولن يغفر لها تخاذلها في مقاومة الحوثي ومساندته بكل الوسائل من أجل أن يتمكن، التاريخ والناس لن يرحم تلك الجماعات الإرهابية الإخوان والحوثي.