د. محمود السالمي

د. محمود السالمي

تابعنى على

حضرموت غير

Friday 26 February 2021 الساعة 02:46 pm

في كل مرة أزور فيها المكلا يزداد احترامي وإعجابي بالسلوك المدني الحضرمي، وبتمسك الناس بالمواعيد والنظام، وتترسخ قناعتي بأن الجنوب لو كان حكمه الحضارم بعد الاستقلال لكان وضعه مختلفا اليوم، وأن الوحدة لو كان حكمها الحضارم لكان وضع اليمن غير.

أول ما تدخل نقاط النخبة تحس بهيبة النظام، أجراءات أمنية حريصة ومعاملة راقية ومحترمة، لا يوجد عسكري بفوطة وصندل، أو يطلب منك حبة ماء أو سيجارة أو قاتا، كما هو الحال في النقاط الأخرى التي مررنا بها.

ذهبت للمرة الثانية لمناقشة رسالة علمية في جامعة حضرموت، ووجدت نفسي التعامل مع جامعة كأنها خارج اليمن، سائق خاص من الجامعة يستقبلني عند الباص ويقلني إلى غرفة بفندق محجوزة باسمي لمدة ثلاثة أيام على حساب الجامعة، الساعة 8:30 صباحا، يصل بنفس الموعد لينقلني من الفندق إلى قاعة المناقشة، وفي الساعة 9 تبدأ المناقشة كما هو مخطط لها بالضبط، وبعد المناقشة يحضر محاسب الجامعة ليحاسب لجنة المناقشة بالحافز المالي المستحق لكل مشارك. 

الجامعات الأخرى لها سنين لا تحاسب مناقشا ولا مشرفا، وحملت الطلاب، الذين يفترض أن تساعدهم وأن تسهل أمورهم، كل الالتزامات المالية التي عليها للمناقشين.

فعلاوة على ما تسببه تلك الالتزامات من ثقل على كاهل الطلاب الذين معظمهم ظروفهم صعبه جدا، فإنها تمثل إهانة للعلم وحتى للمناقش، وعلينا أن تصور كيف سيكون موقف المناقش مع الطالب الذي سيدفع له مواصلاته وتغذيته وسكنه وحافزه المالي من أجل أن يقيم رسالته.

فهل من صحوة،، وهل من رحمة للطلاب واحترام للعلم في الجامعات الأخرى؟.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.