جلال محمد الحلالي

جلال محمد الحلالي

تابعنى على

القضية اليمنية مغلقة عن الحل

Monday 26 April 2021 الساعة 09:19 pm

أظن -وبعض الظن إثم- أن وقف الحرب قرار إقليمي ودولي وهذا أمر ميسور نسبياً؛ أما بناء السلام فهو أمر يمني خالص وهو أمر في غاية الصعوبة.

القضية اليمنية مغلقة عن الحل.. مغلقة عسكرياً ومغلقة سياسياً.

لذا أقترح أن تخطط لحياتك وحياة أولادك على أساس أن السلام بعيد المنال، وأن عودة الدولة أمر مستبعد لعقود، وأن دويلات أمراء الحرب هي الباقية، وأقصى ما تستطيع السعودية فعله هو إدارة حرب أهلية طويلة المدى.

نحن اليمنيون لدينا لعنتان مستحكمتان؛ لعنة التاريخ ولعنة الجغرافيا.

نحن نتقاتل منذ ألف وأربعمائة سنة على الوهم وسنواصل ذلك.

*  *  * 

كلٌ منا لديه أوهامه..

كثيرةٌ أوهامنا التي لا نجرؤ على استفزازها!

بإحكام؛ هي متشبثة بنا، ونحن متشبثون بها.. ويخاف الكثير منا أن يخسر أوهامه؟ّ! 

لدى الكثير؛ التنازل عنها خسارة للذات وانهيارا للصرح، وتلك أغبى أوهامنا.  

تختلط التقدميّة بالتخلّف، والماركسية بالتعصّب المذهبي، والثوريّة بالنرجسية البلهاء. 

تمتزج الحداثة بالأيديولوجيا، ويتمزق الحاضر على شفرات ماضٍ يتقن حراس الوراء الحضاري دوماً إنعاشه.

نعم؛ 

أكثر ما نخاف هو أن ندرك كم نحن واهمون! كم نحن مزيفون! كم نحن غير مرئيين داخل الزمن!

وأشد الأوهام فتكاً؛ تلك التي تحميها الأيديولوجيات التى لا تعترف بالفرد إلا كجزء حقير من القطيع. 

تلك التي ما انفكت تنفخ سمومها في ضمائرنا لتصيبها بالخدر والتبلد عابر الحقب.

هي متوحشة وفاحشة الإغراء مهما ادّعَتْ الطهر أو القرب من الله.

تلك الأوهام عقبة عصية أمام انفكاكنا من العتمة الإنسانية، فهي حجارة القبرِ الحضاري المتقن البناء.

لكي ندرك مأساة الإنسان فينا؛ لا خيار لنا عدا نكش عش دبابير أوهامنا داخل رؤوسنا مهما أوجعتنا إبر الوراء الحضاري.

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك