باسم فضل الشعبي

باسم فضل الشعبي

سفارة أمريكية في صنعاء قد تنعش آمال عدن

Wednesday 25 August 2021 الساعة 09:54 am

يبدو أن الكلام الذي قاله المبعوث الأمريكي لليمن لندركينج في تصريحات صحفية، عن اعتزام بلاده إعادة فتح سفارتها في صنعاء، ما هو إلا مؤشر باعتراف أمريكي صريح وواضح بجماعة الحوثي، كفاعل سياسي وشرعي على الأرض، ينبغي تطبيع العلاقات معه دون تردد. 

وفي تصوري أن هذه الخطوة إذا ما تمت سوف توجه ضربة قوية للسلطة الشرعية، وستعني فيما تعنيه تخلي أمريكا عنها، وعن السعودية أيضاً قائدة التحالف في اليمن، وربما تضع حداً نهائياً لدور التحالف في اليمن، من خلال التخلي عن دعم المعركة العسكرية، واللوجستية، التي كانت تحظى بدعم أمريكي كبير من سابق.

وفي الوقت الذي كانت تحلم فيه السلطة الشرعية بالعودة إلى صنعاء، بدعم التحالف الذي صمم لهذا الغرض، فإن هذا لم يعد أمراً مهماً لدى أمريكا، ولم تعد متحمسة له، لا سيما وأن الدولة الكبرى، والعظمى، هي من ستسبق الجميع بالعودة إلى صنعاء، ليس لإعادة الشرعية إليها، وإنما لترسيخ سيطرة الحوثي، ودعم سلطته عليها، بصورة لم تعد بحاجة لتفسير أكثر من كونها خطوة تمثل اعترافاً بسلطة الأمر الواقع، وهو ما قد يؤدي لعودة سفارات دول أخرى لصنعاء أيضاً كبريطانيا، وفرنسا.. وغيرهما.

وهذه الخطوة الأمريكية إذا ما تمت في تقديري سوف تؤدي في الجانب الآخر إلى انعاش آمال المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر هو الآخر على العاصمة عدن، ومحافظات جنوبية أخرى، ويعتبر حاكماً لها بأمر الواقع، وذلك من الحصول على اعتراف أمريكي مماثل، قد تعقبه ترتيبات سياسية جديدة يمنح بموجبها الجنوب حكماً ذاتياً، أو تهيئة الأجواء لحوار جنوبي شمالي من دون السلطة الشرعية، يتم الاتفاق فيه على دولة من إقليمين، مشروطة بتقرير المصير، تستعاد فيه الدولة الجنوبية كاملة السيادة فيما بعد.  

ومن هذا المنطلق فإنه ينبغي على المجلس الانتقالي التفكير بصورة عملية وجدية في كيفية استعادة المحافظات التي ما تزال تحت سيطرة السلطة الشرعية، لأن ذلك سيمنحه الفرصة الأكبر في الحصول على اعتراف خارجي يمنحه فرصاً أكبر بالسيطرة على الجنوب وإدارته عسكرياً ومدنياً، وربما دعم مالي أيضا لتعزيز حضوره بصورة أكبر.

إن المتابع للتحركات الدولية الأخيرة تجاه اليمن، سيستطيع أن يكتشف أنها تتم في سياق ما بعد السلطة الشرعية، أي أن الترتيبات التي تفهم تجري بتجاوز واضح لسلطة هادي، وكأن المرحلة القادمة سيجري تشكيلها في اليمن بعيداً عنها، مع نزوع دولي واضح تتقدمه أمريكا للاعتراف بسلطات الأمر الواقع المسيطرة على الأرض. 

السلطة الشرعية التي أخفقت في تحقيق أية انتصار على جماعة الحوثي، بل أنها منحتها القوة للسيطرة على كامل الشمال باستثناء محافظة ونصف تقريباً، هي وحدها تتحمل المسؤولية في تعامل المجتمع الدولي معها بهذه الطريقة، التي قد تلغي الاعتراف بها في قادم الأيام، والاعتراف بخصومها، إذا ما صدقت أمريكا في إعادة افتتاح سفارتها بصنعاء.

فساد السلطة الشرعية، واغترابها في المنفى طوال سنوات ست، وإصرارها في الاستمرار على هذا النهج دون إحداث أية تغيير، يبدو أنه سيكون سبباً كافياً لتخلي المجتمع الدولي عنها، وفي المقدمة أمريكا، كما حدث مع السلطة الأفغانية، لا سيما وقد برزت إشارات غربية، وأمريكية، توحي بذلك عبر كتابات لكتاب قريبين من مراكز القرار الدولي.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك