غضب قبلي في صعدة.. أبناء آل سالم يطالبون الحوثي إطلاق سراح أبنائهم

الحوثي تحت المجهر - منذ ساعة و 17 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن:

في مؤشر متنامٍ على تصاعد الامتعاض القبلي من ممارسات مليشيا الحوثي الإيرانية، نظم العشرات من أبناء قبائل آل سالم بمحافظة صعدة، وقفة احتجاجية في ميدان السبعين وسط صنعاء، طالبوا خلالها بالإفراج الفوري عن أبنائهم المحتجزين في سجون الحوثيين منذ خمسة أعوام.

التحركات القبلية الأخيرة تعكس بداية تصدع في حاضنة الجماعة الاجتماعية، بعد تراكم الانتهاكات بحق القبائل التي طالما شكلت ركيزة أساسية في الحروب التي أشعلتها الجماعة منذ انقلابها على الدولة.

وخلال الوقفة، رفع المحتجون لافتات ورددوا شعارات مباشرة تطالب زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي بالاستجابة لمطالبهم، مؤكدين أن أبناءهم جرى اختطافهم من مديرية آل سالم خلال السنوات الماضية، على خلفية رفضهم الانخراط في جبهات القتال مع الحوثيين، ولا يزالون حتى اليوم يقبعون في سجون أجهزة الأمن والمخابرات الحوثية بصنعاء وصعدة.

وقال عدد من المشاركين إن استمرار احتجاز العشرات من أبنائهم دون أي مسوغ قانوني أو محاكمات عادلة يمثل ظلمًا فادحًا وانتهاكًا صارخًا لأبسط حقوق الإنسان، لافتين إلى أن بعض المعتقلين يعانون أوضاعًا صحية متدهورة وحرمانًا متعمدًا من الرعاية الطبية، وسط مخاوف متزايدة من تعرضهم للتعذيب والإخفاء القسري.

وفي البيان الختامي الصادر عن الوقفة، أكد أبناء قبائل آل سالم أنهم سيواصلون تحركاتهم السلمية حتى يتم الإفراج عن جميع المعتقلين، داعين مختلف القبائل اليمنية إلى التضامن معهم والوقوف صفًا واحدًا في وجه ممارسات المليشيا التي وصفوها بـ"القمعية والهمجية". كما شدد البيان على أن استمرار هذه الانتهاكات لن يزيد القبائل إلا إصرارًا على الدفاع عن حقوقها ومقاومة ما وصفوه بـ"الظلم الحوثي".

ويرى ناشطون أن هذه الوقفة تمثل رسالة واضحة بأن القبائل التي كانت توصف بأنها بيئة حاضنة للجماعة بدأت تفقد صبرها، خصوصًا في ظل سياسة القمع الممنهج التي طالت المئات من أبناء القبائل عبر الاختطافات، التجنيد القسري، ونهب الممتلكات. مؤكدين أن تصاعد هذه التحركات الشعبية والقبلية قد يضع الجماعة أمام مأزق اجتماعي داخلي يزيد من عزلتها وفقدانها لأي غطاء قبلي في مناطق سيطرتها.

وقال الناشط الحقوقي علي الجابري إن "استمرار احتجاز أبناء القبائل دون أي محاكمة عادلة أو تهم واضحة يزيد من الهوة بين الجماعة ومجتمعها التقليدي، ويهدد استقرارها الداخلي، ويضعف مشروعها في السيطرة على المناطق التي تدعي حمايتها".

وأضاف الحقوقي محمد البركاني أن "الممارسات القمعية للحوثيين ضد القبائل تتجاوز مجرد اعتقال بعض الأفراد، فهي ترسخ مناخًا من الخوف والتهديد لكل من يرفض الانخراط في الجبهات القتالية أو التعبير عن اعتراضه، وهو ما يفسر موجة الاحتجاجات والرفض المتصاعد من مختلف القبائل في مناطق سيطرة الجماعة".