بتمويل إماراتي.. مشاريع نوعية تنعش القطاع الصحي في شبوة وتعيد الأمل للمرضى

الجنوب - منذ ساعتان و دقيقة
عتق، نيوزيمن:

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الإنسانية والتنموية لإنعاش القطاع الصحي بمحافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، من خلال مشاريع استراتيجية تهدف إلى تحسين مستوى الخدمات الطبية وتخفيف معاناة المرضى.

هذه المبادرات لا تعني مجرد إدخال أجهزة أو تجهيز أقسام جديدة، بل تمثل بارقة أمل لآلاف الأسر التي فقدت ثقتها بالمرافق الصحية في ظل ظروف الحرب العبثية التي تقودها ميليشيا الحوثي الإيرانية منذ العام 2015، وما خلفه من إنهيار كلي للمنظومة الصحية في المحافظة والبلد بشكل عام.

ودشّن محافظ شبوة، رئيس المجلس المحلي، عوض محمد بن الوزير، عمل قسم فحص الأنسجة والخلايا في المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية بمدينة عتق. وهو أحد المشاريع الخدمية الذي جرى تمويله من قبل دولة الإمارات بتكلفه وصلت إلى 65 ألف دولار أمريكي. ويُعد هذا الإنجاز نقلة نوعية للقطاع الصحي في شبوة، حيث يُتيح للمرة الأولى إجراء فحوصات متقدمة تساعد على الكشف المبكر عن الأورام وتشخيص أمراض الخلايا بدقة عالية.

وأكد مدير المختبرات المركزية، الدكتور علوي فضل، أن القسم الجديد يضم أجهزة حديثة هي الأولى من نوعها على مستوى المحافظة والمحافظات المجاورة، أبرزها جهاز معالجة الأنسجة، جهاز الغمر الشمعي، جهاز التقطيع الرقمي، وميكروسكوب إلكتروني ذكي يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يتيح تحليل الشرائح بدقة وإصدار تقارير سريعة تغني عن إرسال العينات إلى خارج شبوة.

وأشاد المحافظ بن الوزير بمستوى التجهيزات النوعية، مؤكداً أن هذا الدعم الإماراتي يعكس حرصاً صادقاً على تحسين الخدمات الطبية في المحافظة، ويمنح المرضى فرصة أكبر للحصول على الرعاية الصحية محلياً، دون عناء السفر أو تكاليف إضافية ترهق كاهل الأسر.

كما دشّنت السلطة المحلية المرحلة الثانية من مشروع دعم القطاع الصحي الممول من الأشقاء في الإمارات عبر مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، والذي يشمل تمستشفيات عسيلان وعين، بهدف إعادة ترميمها وتأهيلها وتجهيزها بأحدث المعدات الطبية، إلى جانب تشغيلها لضمان تقديم خدمات صحية متكاملة.

وعبّرت قيادات السلطة المحلية في المديريات المستهدفة عن بالغ تقديرها لجهود المحافظ بن الوزير، ولدور الإمارات في تمويل هذه المشاريع النوعية، مشيرين إلى أن هذه الخطوات تُترجم عمق العلاقات الأخوية وتجسد معاني الشراكة الإنسانية، مؤكدين أن مثل هذه المشاريع ستُحدث تحولاً غير مسبوق في الخدمات العلاجية والتشخيصية بالمحافظة.

وتستهدف المرحلة الثانية من مشروع دعم المنظومة الصحية في شبوة، 10 مستشفيات فرعية في مختلف مديريات شبوة، بينها مستشفى الطلح الذي سيتم تشغيله للمرة الأولى بعد تجهيزه بالكامل. حيث تأتي هذه المرحلة امتداداً للمرحلة الأولى التي لا تزال مستمرة وتشمل دعم أربعة مستشفيات محورية هي: مستشفى شبوة للأمومة والطفولة بمدينة عتق، مستشفى عزان العام بميفعة، مستشفى الدفيعة ببيحان، ومستشفى عرماء.

هذه الجهود، التي تتكامل مع خطط السلطة المحلية، لا تُعزز فقط قدرات القطاع الصحي في شبوة، بل تمثل استثماراً مباشراً في صحة الإنسان اليمني وحقه في الحياة، في وقت تمثل فيه الخدمات الطبية أولوية قصوى لسكان أنهكتهم سنوات من الصراع والإهمال.