مزاد إسرائيلي يعرض قطع آثرية نادرة من يافع للبيع دون توضيح رسمي

السياسية - منذ ساعة و 45 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

في واقعة جديدة تثير المخاوف بشأن تهريب الآثار اليمنية، كشف الباحث المتخصص في شؤون الآثار اليمنية عبدالله محسن عن عرض قطعة أثرية نادرة يُعتقد أنها من جنوب اليمن، في مزاد أثري بمدينة يافا الإسرائيلية، دون أي توضيح رسمي لموطنها الأصلي أو مالكها الأخير.

وقال محسن في منشور مطوّل على صفحته في فيسبوك: إن المركز الأثري في يافا عرض "رأس سيدة من الرخام" يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، بارتفاع 8.3 سم، مشيرًا إلى أن القطعة تتميز بتسريحة شعر مموجة أنيقة مع فرق في المنتصف، بينما تفتقد حدقتي العينين، لكن المادة السوداء التي كانت تُستخدم لتثبيتهما لا تزال محفوظة، أما الأنف فقد أصيب بتضرر جزئي، ومع ذلك فهي بحالة جيدة ونادرة.

وأضاف الباحث أن دار المزاد اكتفت بهذا الوصف المقتضب، دون أن تذكر موطن القطعة أو مالكها الأخير أو أي معلومات تساعد على تتبع رحلتها، على عكس بقية القطع المعروضة التي حُددت مصادرها وملكية كل منها بوضوح.

وأشار محسن إلى أن صورة الرأس المعروض أعادت إلى ذاكرته رأس فتى يافع الأثري الشهير، الذي سبق أن وصفه رئيس هيئة الآثار والمتاحف اليمنية الدكتور أحمد باطايع بأنه "ذو ملامح جميلة، بشعر طويل يتدلى على الكتفين وخلف الرقبة على شكل ضفائر وهو مفروق من الوسط"، موضحًا أن هذا الأسلوب في تصفيف الشعر يظهر أيضًا في تماثيل ملوك أوسان وقتبان، وهو ما يعزز احتمالية أن يكون الرأس المعروض قادمًا من اليمن، خصوصًا مع التشابه اللافت في التفاصيل وتضرر مقدمة الأنف في التمثالين.

ومع ذلك، لفت الباحث إلى أن تحديد موطنها الأصلي يظل أمرًا غير محسوم، حيث أصبح إخفاء مصدر بعض القطع الأثرية ممارسة متكررة في مزادات عالمية لتجنب المساءلة القانونية. وكشف أنه تواصل مع عدد من خبراء الآثار لتحديد أصول القطعة، فبعضهم أكد أنها قد تعود إلى اليمن، بينما رجّح آخرون أنها ربما تعود إلى حضارة الحضر (مملكة عربايا) في العراق أو إلى مدينة تدمر الأثرية في سوريا.

وحذّر محسن من أن هذا الغموض يسلّط الضوء مجددًا على ظاهرة تهريب الآثار اليمنية وبيعها في الأسواق الدولية، داعيًا المختصين والمهتمين إلى تتبع هذه القطعة وجمع كل الأدلة التي قد تساعد في استعادتها إذا ما ثبتت يمنيتها.

المزاد الإسرائيلي سيقام في أكتوبر المقبل، في الفترة من 8 إلى 9 أكتوبر، ينظمه عالم الآثار الإسرائيلي الدكتور روبرت دويتش على منصة المزادات العالمية بيدسبريت في يافا المحتلة.

ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الآثار اليمنية نزيفًا مستمرًا جراء الحرب المستمرة منذ تسع سنوات، حيث تتعرض المواقع الأثرية للتدمير والنهب، بينما تسلك القطع المسروقة مسارات معقدة عبر شبكات تهريب دولية، لتصل في نهاية المطاف إلى مزادات عالمية بأسعار مرتفعة، بعيدًا عن أي إشراف رسمي أو حماية قانونية.