اليمن على حافة مجاعة غير مسبوقة وملايين الأرواح مهددة بالخطر

إقتصاد - Thursday 16 October 2025 الساعة 10:07 pm
عدن، نيوزيمن:

في نداءٍ إنساني مؤلم، أطلقت 36 منظمة حقوقية وإنسانية محلية ودولية تحذيرًا مشتركًا من أن اليمن يواجه خطر الانزلاق إلى أسوأ أزمة جوع في تاريخه الحديث، حيث يقترب نصف السكان من الجوع الحاد، في ظل تراجع التمويل الإنساني وتفاقم الصراع والانهيار الاقتصادي والآثار المدمّرة لتغيّر المناخ.

وقالت المنظمات في بيان مشترك بعنوان "اليمن في أزمة جوع متفاقمة"، إن البلاد تشهد أزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ يعاني نحو 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بينهم أكثر من 41 ألف شخص معرضون لخطر المجاعة، فيما يعاني 2.5 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، وهو رقم يفوق أي مستوى تم تسجيله خلال العقد الماضي

وأضاف البيان أن "الأسر اليمنية باتت تواجه خيارات قاسية من أجل البقاء"، إذ يضطر الآباء إلى التخلي عن وجباتهم ليطعموا أبناءهم، بينما تبيع الأسر البسيطة أراضيها ومواشيها ومقتنياتها لتأمين الطعام. ونقل عن إحدى الأمهات في محافظة الضالع قولها: "أرسل ابنتي إلى بيت جدها لتأكل، بينما نكتفي نحن بالشاي والخبز لأيام".

وتشير المنظمات إلى أن آثار الجوع تمتد عبر أجيال كاملة، حيث يعاني الأطفال من تأخر في النمو الجسدي والعقلي، ما يهدد مستقبلهم وفرصهم في الحياة. ويجبر الجوع الأسر على تزويج الفتيات في سن مبكرة أو إخراج أطفالها من المدارس للعمل، مما يعزز دوامات الفقر والحرمان.

وحذرت المنظمات من أن نحو 100 مديرية في اليمن تواجه مستويات حرجة من سوء التغذية قد تنزلق إلى مستويات "كارثية"، وفقًا لتصنيف الأمن الغذائي المتكامل (IPC)، ما يعني أن بعض المناطق قد تدخل فعليًا مرحلة المجاعة خلال الأشهر المقبلة

وأوضح البيان أن الأزمة تتفاقم نتيجة الانهيار الاقتصادي وتدهور العملة الوطنية، إلى جانب استمرار الصراع المسلح الذي أعاق الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية، وأدى إلى نزوح الملايين، كما أن تغير المناخ ونقص المياه دمّرا مساحات واسعة من الأراضي الزراعية ومصادر الرزق.

وأشار إلى أن الفيضانات الأخيرة التي ضربت البلاد في أغسطس 2025 دمّرت مزارع ومواشي آلاف الأسر، في وقت تتراجع فيه قدرة السكان على الحصول على المياه والغذاء والخدمات الأساسية.

وقالت المنظمات إن الاقتطاعات غير المسبوقة في التمويل الإنساني لعام 2025 أدت إلى إغلاق أكثر من 2800 مرفق علاجي منقذ للحياة، بما في ذلك مراكز التغذية العلاجية، ما يهدد حياة ملايين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.

وأكد البيان أن تمويل الاستجابات الإنسانية في اليمن "انخفض إلى أقل من 10% من الاحتياجات"، وهو أدنى مستوى تم تسجيله منذ بداية الحرب.

ودعت المنظمات المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تكثيف الجهود العاجلة لتمويل خطة الأمن الغذائي والتغذية في اليمن، وضمان استمرار سلاسل الإمداد الحيوية للغذاء والأدوية، إضافة إلى تسهيل وصول المساعدات إلى جميع المحافظات دون عوائق.

كما طالبت بـدمج تدابير حماية النساء والأطفال ضمن البرامج الإنسانية، مشيرة إلى أن ضعف الحماية يؤدي إلى تفاقم ظواهر مثل عمالة الأطفال والزواج المبكر والتسرب من التعليم.

وحث البيان أطراف النزاع في اليمن على اتخاذ خطوات جادة نحو السلام، واستئناف صرف رواتب القطاع العام، ووقف تدهور العملة، واستعادة العمليات المصرفية، باعتبارها شروطًا أساسية لكسر حلقة الجوع والفقر.

وختمت المنظمات بيانها بالتأكيد على أن "إنقاذ اليمن من المجاعة يتطلب تضافر الجهود بين الدعم الإنساني العاجل والحلول التنموية طويلة الأمد"، بما في ذلك تعزيز الزراعة المحلية، ودعم النساء الريفيات، والاستثمار في بنى تحتية مقاومة للكوارث.

وأكدت أن الوقت قد حان لتحرك دولي عاجل "لضمان بقاء اليمنيين على قيد الحياة اليوم، وتمكينهم من بناء مستقبل أفضل غدًا".