وزير النقل يتحدى حملات الحوثي: مطار عدن بوابة كل اليمنيين
السياسية - منذ 6 ساعات و 55 دقيقة
عدن، نيوزيمن:
في خضمّ تصاعد الحملات الإعلامية التحريضية التي تقودها مليشيات الحوثي ضد مطار عدن الدولي، برزت زيارة وزير النقل، الدكتور عبدالسلام حُميد، إلى المطار ،الأحد، كموقف رسمي واضح يعكس تمسّك الحكومة اليمنية بالدفاع عن مؤسساتها السيادية، وترسيخ مبادئ العمل المؤسسي والأمني في مواجهة محاولات التشويه الممنهجة.
وتأتي الزيارة في توقيت بالغ الأهمية، حيث تسعى المليشيات الحوثية إلى تقويض ثقة المواطنين بالمنافذ الشرعية، بعد فشلها في انتزاع امتيازات جديدة لتشغيل مطار صنعاء، ما جعل من مطار عدن هدفًا رئيسيًا لحملاتها التضليلية. ويبدو أن الموقف الرسمي لوزير النقل يحمل رسالة مزدوجة: دفاع عن هيبة الدولة، وإعادة تأكيد على أن مطار عدن يمثل اليوم شريان الحياة الوحيد المفتوح أمام اليمنيين نحو العالم الخارجي.
وأكد الوزير حُميد، خلال تصريحاته الميدانية، أن مطار عدن الدولي يخدم جميع أبناء الوطن دون استثناء، ويستقبل المسافرين من مختلف المحافظات، مشيرًا إلى أن إجراءات التحقق والتحري من وثائق المسافرين تأتي وفق أنظمة وقوانين الطيران الدولي، الهادفة إلى ضمان أمن البلد وسلامة المسافرين والحفاظ على سمعة المطار كمرفق حيوي يمثل بوابة اليمن إلى العالم.
وشدّد الوزير على أهمية استمرار العمل بروح المسؤولية الوطنية، مضيفًا أن الوزارة حريصة على تطوير الأداء وتحسين الخدمات بما يليق بمكانة المطار ودوره الحيوي، داعيًا العاملين إلى مواصلة الجهود بروح الفريق الواحد لتحقيق مصالح المجتمع وتعزيز ثقة المواطنين بالمؤسسات الرسمية.
وتفقد وزير النقل خلال زيارته عدداً من المرافق الحيوية في المطار، منها صالات المغادرة ومشروع مبنى تدريب أمن الطيران وهنجر الشحن التابع للخطوط الجوية اليمنية، واطلع على سير العمل وانسيابية الإجراءات المتبعة مع المسافرين، إلى جانب التدابير الأمنية والفنية والخدمية المعمول بها.
كما استمع إلى شرح من قيادة المطار حول سير العمليات والإجراءات المتخذة لتسهيل حركة المسافرين، موجهاً بمزيد من الانضباط ورفع كفاءة العمل واستمرارية الجهود لتطوير البنية التحتية وتحقيق الامتثال لمعايير السلامة الدولية.
وفي الوقت الذي تمضي فيه الحكومة في مسار تطوير مرافق النقل الجوي، صعّدت مليشيات الحوثي، من حملاتها إلالكترونية والإعلامية التحريضية ضد مطار عدن الدولي، زاعمة أنه غير آمن، عقب فشلها في تشغيل خطوط جديدة عبر مطار صنعاء.
وجاءت تلك الحملة بعد أيام فقط من إعلان وزارة الداخلية عن ضبط عناصر أجنبية، بينهم سوريون وإيرانيون، متورطون في عمليات تهريب مخدرات ودعم لوجستي للمليشيات الحوثية عبر شبكات دولية، ما فضح تورط الجماعة في محاولات استغلال الطيران المدني لأغراض غير مشروعة.
ويرى مراقبون أن هذه الحملة الحوثية تأتي ضمن استراتيجية أوسع تستهدف المؤسسات المدنية في المناطق المحررة، بهدف تقويض الثقة بها أمام الرأي العام، والتغطية على فشل الجماعة في إدارة المرافق الخاضعة لسيطرتها.
ويحذر مختصون من أن الخطاب التحريضي الذي تتبناه المليشيا ضد مطار عدن قد يمهد لمحاولات استهدافه مجددًا، خصوصًا وأن المطار كان قد تعرض في ديسمبر 2020 لهجوم صاروخي غادر أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 135 شخصًا، بينهم مسؤولون وصحفيون ومدنيون.
وبينما تواصل الحكومة اليمنية جهودها لتعزيز الأمن وتطوير البنية التحتية في مطار عدن بدعم من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، يبرز هذا المرفق كنموذجٍ لاستعادة الدولة لفاعليتها، ومؤشرٍ على تمسكها بحقها السيادي في إدارة أجوائها ومنافذها، بعيدًا عن الابتزاز الحوثي والتضليل الإعلامي.
>
