دفعة جديدة من اللاجئين الصوماليين تغادر اليمن بحثًا عن الأمان

متفرقات - منذ ساعتان و 3 دقائق
عدن، نيوزيمن:

في مشهد مؤثر يعكس عمق الأزمة الإنسانية في اليمن، غادرت دفعة جديدة من اللاجئين الصوماليين البلاد، بعدما ضاقت بهم سبل العيش في وطنٍ أنهكته الحرب والصراع منذ أكثر من أحد عشر عامًا. هؤلاء اللاجئون، الذين لجأوا إلى اليمن قبل سنوات فرارًا من أتون الحرب في بلادهم، وجدوا أنفسهم اليوم يفرّون مرة أخرى، لكن هذه المرة من بلدٍ يعاني من حرب لا تنتهي وأوضاع معيشية قاسية دفعتهم للبحث عن بداية جديدة في وطنهم الأم.

وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، الثلاثاء، أنها ساعدت 148 لاجئًا صوماليًا على العودة الطوعية إلى بلادهم، عبر رحلة جوية انطلقت من مطار عدن الدولي إلى العاصمة مقديشو.

وقالت المفوضية في بيان على منصة "إكس" إن هذه الرحلة تأتي ضمن برنامج العودة الطوعية للاجئين الصوماليين في اليمن (ASR)، والذي يُنفَّذ بدعم من الحكومة السويدية. وأكدت أن اللاجئين العائدين سيحصلون على دعم إضافي فور وصولهم إلى بلادهم لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم وبدء مرحلة جديدة من الاستقرار.

وتُعد هذه الدفعة الثالثة خلال العام 2025، بعد أن استأنفت المفوضية في أكتوبر الماضي رحلات العودة الطوعية للاجئين الصوماليين من اليمن، عقب توقف دام عدة أشهر. وكانت الدفعتان السابقتان قد شملتا 148 لاجئًا عبر رحلة جوية و70 آخرين عبر رحلة بحرية من ميناء عدن.

ومنذ إطلاق البرنامج في سبتمبر 2017، تمكّنت المفوضية من تسهيل عودة أكثر من 8,555 لاجئًا صوماليًا إلى بلادهم، بينهم أكثر من 1,100 لاجئ خلال العام الماضي فقط، بحسب بيانات أممية.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن اليمن لا يزال يستضيف أكثر من 61 ألف لاجئ وطالب لجوء، معظمهم من الصومال، رغم الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد، حيث فاقمت الحرب الدائرة منذ عام 2014 من معاناة المقيمين واللاجئين على حد سواء.

ويرى مراقبون أن عودة اللاجئين الصوماليين بهذه الوتيرة تعكس تحولًا في خريطة اللجوء بالمنطقة، إذ بات اليمن – الذي كان محطة عبور وأمل للاجئين قبل عقد من الزمن – بلدًا طاردًا حتى للفارين إليه، في ظل غياب الدولة وتدهور الاقتصاد وتفشي الفقر وانعدام الخدمات الأساسية.

ويأمل اللاجئون العائدون أن يجدوا في وطنهم ما فقدوه في بلدهم الثاني: الأمان، والاستقرار، والقدرة على بدء حياة جديدة بعيدًا عن ويلات الحروب التي لاحقتهم عبر البحر من القرن الإفريقي إلى جنوب الجزيرة العربية.