الرئيس اللبناني يعلن انتهاء حزب الله عسكريًا
العالم - منذ ساعة و 20 دقيقة
بيروت، نيوزيمن:
أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أنّ حزب الله المدعوم من إيران بشقه العسكري "انتهى" وأن قياداته باتت تُدرك هذا الواقع، في تصريحات تُعدّ الأخطر منذ سنوات، وتؤشر إلى تحوّل محتمل في موقع الدولة من ملف سلاح الميليشيا، وسط غضب أميركي واضح من أداء الجيش اللبناني واتهامات له بالتقصير في حصر السلاح.
وتأتي تصريحات عون في ظل تصاعد التوتر بين لبنان وإسرائيل على الحدود الجنوبية، وتزايد المطالب الدولية بنزع سلاح حزب الله، ووسط ضغوط أميركية وإقليمية متصاعدة، تُحمّل الدولة اللبنانية مسؤولية استمرار "الازدواجية العسكرية" التي تضعف مؤسساتها وتعرقل تنفيذ القرار 1701.
في مقابلة مع منصة أساس ميديا، شدّد عون على أن "الحزب بشقه العسكري انتهى"، مضيفًا أن قادته يزورونه وهم يعلمون ذلك جيداً، وأنهم "يحرصون على نهاية مشرفة ومخرج لائق"، وهو ما قال إن رئاسته تسعى لتحقيقه "بعيداً عن الصخب السياسي والشعبوي".
وربط عون هذا التحول بالإنهاك الذي يعانيه الشارع الشيعي منذ 40 عاماً، قائلاً: "الشيعة متعبون… ولن نقاتل وحدنا بعد الآن، سنفاوض، ولا خيار أمامنا غير التفاوض"، مشيرًا إلى أن غزة نفسها—التي دمرت بالكامل—عادت اليوم إلى طاولة المفاوضات.
وكشف الرئيس اللبناني أنه واجه كبار المسؤولين الإيرانيين بمواقف “قاسية للغاية"، مشيرًا إلى أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاربجاني “اهتزت قدماه من التوتر" خلال أحد اللقاءات بعد سماع موقف الرئاسة اللبنانية تجاه دور إيران في لبنان. وأكد عون أنه لا يعمل بمنطق المكاسب السياسية، بل بمنطق “رجل دولة يسعى لبناء وطن طبيعي يعيش فيه اللبنانيون بكرامة".
شدد الرئيس على أن حصر السلاح والقرار السيادي هو الشرط الأول لقيام الدولة، مؤكداً أنّ هذا المبدأ ثابت قبل وبعد اتفاق الطائف وقرار 1701. وردًا على المشككين بقدرة الجيش، قال عون: "من قال إن الجيش عاجز؟ لديه الشرعية واحتضان اللبنانيين… وسيكون مطلق اليدين في الجنوب وغيره".
وفي موازاة هذا المشهد، كشفت مصادر عسكرية لبنانية أن الولايات المتحدة ألغت زيارة قائد الجيش رودولف هيكل التي كانت مقررة الثلاثاء، في مؤشر واضح على استياء واشنطن من أداء الجيش في ملف "حصر السلاح".
وأكدت قنوات محلية مثل MTV والجديد أن الإدارة الأميركية ألغت كل اجتماعات هيكل، كما ألغت السفارة اللبنانية حفل الاستقبال الذي كان مخصصاً له.
وبحسب التقارير، فإن السبب المباشر للإلغاء هو اعتراض واشنطن على البيان الأخير للجيش اللبناني، الذي اعتبر إسرائيل “العدو" وحمّلها مسؤولية التوتر جنوباً، دون الإشارة إلى سلاح حزب الله.
السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام قال إن الجيش اللبناني—بسبب مواقفه الأخيرة—يمثل “انتكاسة كبيرة" للجهود الأميركية في لبنان، مضيفًا: "هذا المزيج يجعل القوات المسلحة اللبنانية استثماراً غير مجدٍ لأميركا".
وتزامنت الأزمة مع حادث أمني خطير، إذ أعلنت اليونيفيل أن دبابة إسرائيلية أطلقت النار على دورية لها داخل الأراضي اللبنانية، واعتبرت الحادث انتهاكاً لقرار مجلس الأمن 1701.
ويشكّل تنفيذ هذا القرار—وخاصة “منطقة خالية من السلاح"—أحد البنود الرئيسية في الضغط الدولي على لبنان.
وقدّمت واشنطن منذ 2006 أكثر من 230 مليون دولار للجيش اللبناني، دعماً لجهوده في حماية الحدود ومكافحة الإرهاب، إلا أن قرار إلغاء زيارة القائد يطرح تساؤلات حول مستقبل هذا الدعم.
ويرى مراقبون أن تصريحات عون ليست مجرد موقف سياسي بل إعلان رسمي بانتهاء دور حزب الله العسكري وخروج محتمل من المعادلة العسكرية، في ظل ضغط دولي غير مسبوق على لبنان وواشنطن تدق ناقوس الخطر بشأن “ازدواجية السلاح".
>
