القوات الجنوبية تتسلم عسكريًا المهرة وتمهّد لفصل جديد من الأمن
السياسية - منذ 44 دقيقة
المهرة، نيوزيمن، خاص:
أعلنت فجر الخميس أن القوات الجنوبية سيطرت رسمياً على جميع المواقع العسكرية في محافظة المهرة، شرق اليمن بمحاذاة سلطنة عُمان، بعد انسحاب من وصفوا بأنهم "قوات لا تنتمي للمحافظة"، وتمت عملية التسليم في أجواء هادئة وانسيابية.
وبحسب مصادر عسكرية، فقد استلمت القوات الجنوبية مهام حماية وتأمين القصر الجمهوري – الغيضة وقيادة محور الغيضة، واللواء 137 مشاة، بالإضافة إلى مختلف النقاط الأمنية والمرافق الحكومية بينها ميناء نشطون.
وفقًا لما أفادت به المصادر العسكرية أن عملية التسليم جاءت عقب "تفاهمات عسكرية" أدّت إلى خروج القوات السابقة بشكل سلمي من المحافظة، قبل وصول القوات الجنوبية القادمة من العاصمة عدن بقيادة العميد فضل باعش. وأوضحت المصادر أن هذه القوات غادرت المحافظة بلا اشتباك، وتم تسليم المعسكرات والنقاط الأمنية دون مقاومة، مع خروج الأفراد بدون عتاد عسكري.
كما شملت عملية التسليم انسحاب كتيبة المهام الخاصة من مواقعها بعد تسليم أسلحتها وقادتها إلى قيادة محور الغيضة، ومغادرة المهرة مع أفراده. في المقابل، تم نقل النقاط العسكرية إلى الشرطة العسكرية المحلية لضمان الأمن والاستقرار.
في خطوة رمزية ومهمة، أعلن قيادة محور الغيضة، بقيادة اللواء محسن مرصع، ومعهم أركان المحور، ومن ضمنهم العميد أحمد لقلم الوليدي قائد اللواء 123، والعميد علي الخضر، من قادة الحماية الرئاسية بالمحافظة ولاءهم الكامل للقوات الجنوبية. وجاء هذا الإعلان ضمن الترتيبات التي أقرتها السلطة المحلية واللجنة الأمنية بالمحافظة.
وقال مصدر عسكري في محور المهرة إن قرار الانضمام الكامل للقوات الجنوبية جاء بعد اجتماعات مكثفة عقدتها قيادة المحور، تضمنت تقييم الأوضاع الأمنية والعسكرية، والوقوف على التطورات الميدانية في محافظات الجنوب، خاصة بعد الأحداث في حضرموت وشبوة.
مع ساعات الفجر الأولى، انتشرت القوات الجنوبية في مواقعها الجديدة بشكل منظم وسلمي، دون أي مقاومة أو مواجهات، بحسب المصادر. وانتشرت وحدات أمنية وعسكرية أخرى لتأمين المنشآت الحكومية، الموانئ، القصر الجمهوري، والمناطق الحساسة بالمحافظة، في ما بدا بداية مرحلة جديدة تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى المهرة.
وتعكس هذه الخطوة تحوّلاً ملحوظاً في خريطة النفوذ العسكري في المحافظة — من تشتت وجود القوات وتحكم جهات متعددة إلى توحيد سلطة الأمن بيد القوات الجنوبية، وهي خطوة قد تؤسس لمرحلة استقرار نسبي وتنظيم إداري وأمني أوسع في المحافظة التي تمثل شريان رئيسي للتهريب.
>
